مصطفى ياسين
يختلف أهل التخصص في تعريفهم للسياسة وابسط تلك التعاريف قولهم ان(السياسة فن الممكن) وسابقا قيل ان السياسة لا أخلاق فيها ولا يوجد عندها صديق أو عدوا لان الضابط الحاكم فيها هو المصلحة والغلبة،لتختلف تلك المفاهيم بوجود التقوى السياسية وكما اعتقد ان صاحب هذا المصطلح هو السيد عمار الحكيم والرجل دقيق في وصفه للعمل السياسي الجديد...فماذا يجري في بلد سال الدم فيه على كل شبر وأصبح الدمار هو السائد عند وصفه، صولات وجولات خلفت عشرات الضحايا أن لم اقل الألف .. دفع بهم الخصوم بكل طاقاتهم لحسم المعركة لصالح كل طرف من الأطراف المتناحرة، لتنهي تلك الحقبة مخلفة أثار سيئة على طريقة تعامل كل ند مع نده.. ليتحول الصراع إلى تنافس سياسي وتصفية على الطريقة المتحضرة، نوعا ما يشوبها الكثير من التجاوزات هنا و هناك..لتصل الأمور إلى أن يضع كل خصم على غريمه خطا احمر وان يرفض أي فكرة لتقريب وجهات النظر وحل المشكل العالقة سلميا.. ولكن هذا الموقف لم يبقى على ما هو عليه لتنقلب تلك الضغائن والعداءات إلى صداقات حميمة لا ترى ما الذي غير مجرى الأمور وما هي الأسباب التي جعلته يؤول إلى هذه النتيجة..! هل أن التصعيد كان عبارة عن متاجره بالدماء للوصول إلى مكاسب رخيصة على حساب أشلال من الأجساد وضحايا من الأبرياء أم أن الغاية تبرر الوسيلة...؟ فالغاية هي السلطة فلا يهم ما يكون وسيلة الوصول أليها دماء أو دمار أو تشنجات أو تصريحات ومن هو الضحية الحقيقيه..؟ تعبيرات متعددة والتعاريف مختلفة، الضحية هم المغفلين الذين فقدتهم أسرهم وأحبائهم حتى يحي غيرهم برغد العيش ولذة الحياة ويعقد الصفقات على حسابهم وهل العمل السياسة فعلا بهذا الشكل القبيح التي تصل بها الأمور إلى تغير المبادئ والمفاهيم من اجل الوصول إلى الأهداف...هل نحن نعيش بعالم من الخيال والمثالية بحيث لا نرى ألا ما نعتقده وهو خلاف الواقع .أم ان الخطأ أصبح صوابا وعلينا التسليم لذلك..!أم أن العراقيين يستحقون رجال مخلصين وصادقين لخدمتهم لا حكام جائرين، و أن يكونوا هم حملة المشروع وعلى عاتقهم تقع مسؤولية رسم خارطته وأهداف هذا الوطن الكريم لا تثنيهم عن أهدافهم الصعاب ولا تغرهم الدنيا ومناصبها التي سيعاتبهم التاريخ في يوم عن سوء تقديرهم للأمور ويتذكر الشعب أصحاب المواقف الصادقة باحترام وينحني لهم إجلالا وإكراما سياسيين صادقين ونبلاء،نعم نحن بحاجة الى التقوى السياسية والإيثار من اجل أجيالنا القادمة...
https://telegram.me/buratha