قلم : سامي جواد كاظم
كل كتاب او بحث تظهر قيمته من المصادر المستقاة منها المعلومات وكلما كانت المصادر اكثر واقدم تاريخيا كان الكتاب قيم وكاتبه افضل منه حيث يشار له بالبنان على بحثه وطول صبره لتاليف كتابه ، ولست بصدد ما كان يعاني الكاتب ايام زمان اي قبل الانترنيت من تعب وبذل جهود للوصول الى المعلومة المطلوبة.والعصر الحالي استحدثت كل ادوات الخير والشر بل ان الادوات نفسها تستخدم سلبا او ايجابيا ومن بين هذه السلبيات هي تطور عملية الاحتيال والدجل الذي يمارسه بعض المحسوبين على الكتاب والباحثين ولم اكن اتصور حجم الاحتيال الفكري والبحثي الا عندما مارست الكتابة والبحث .البحث مهنة رائعة بحد ذاتها تجعل من الباحث انسان ملم او حتى مطلع ولو بالمامة بسيطة عن ما يعترضه من مصادر قد لا تنفعه ولكنها تبقى رصيد فكري يتمتع به قد يحتاجه في المستقبل .وجهان للاحتيال الاول سرقة كتابات الغير ونقلها نصا باسم السارق وقد عثرت على هكذا تاليفات مسروقة اصحابها معروفين لدى باعة الكتب ومقتنيها ولدي بعض الادلة على هؤلاء السراق والذي يسرق نص كتاب يسرق نصوص .الوجه الثاني وهو الطامة الكبرى فكثيرا عندما اقتني كتاب اطالع الفهرست والمصادر وعلى ضوء ذلك اقرر الشراء او الترك وكثرة المصادر دائما كثيرا ما تجعلني اكيل كل الاعجاب والتقدير لمؤلف الكتاب ، الطامة الكبرى اتضح ان في سرد المصادر ايضا يمارس الكاتب اوالباحث ( على اعتبار انه كاتب او باحث ) يمارس الاحتيال والسرقة وقد عثرت على كثير من هكذا نماذج حيث ان بعض الكتاب يرد المصدر خطأ فارى المؤلفات التي اعتمدت نفس المصدر تذكر المصدر بنفس الخطأ ، وسالت احدهم عن كيفية البحث في المصادر اجابني باحدى طرق الاحتيال بان المصدر الواحد وخصوصا المؤلفات الحديثة تذكر المصادر التي اخذت منها المعلومة فما عليك الا ذكر هذه المصادر باعتبارك بحثت فيها .احدى مؤلفاتي التي من المفروض انه قد اعانني من له خبرة في هذا المجال وجدت في اول ثلاث صفحات كثير من الاخطاء في ذكر المصادر بل ان البعض منها لا تحتوي على المعلومة التي ذكر عليها رقم المصدر مما اصابني بالاحباط وجعل جهودي لمدة ثلاث سنوات خاضعة للمراجعة والتنقيب واعادة صياغة المعلومات ، ولكن بالرغم من ذلك استفدت من هذا الاحتيال في كشف المحتالين ومما جعلني اتانى بشراء اي كتاب يسرد مئات المصادر والمراجع في خاتمته .ان شبكة البحث ( كوكل) ساعدت البشرية على اختزال الجهود وسرعة معرفة المعلومة وهي كذلك ساعدت المحتالين على اختزال جهودهم في الاحتيال واثرت تاثيرا سلبيا على شخصية الكاتب الذي ينظر اليه بكل اجلال واحترام لجهوده الفكرية والتي تزيد من ثقافة المجتمع .عندما يدخل العامل التجاري والبحث عن الشهرة ضمن حسابات الكاتب فاعلموا ان هذا الكاتب يبحث عن احط منزلة لكي يصلها من غير ان يعلم لان المسروقات لابد لها من ان تفضح في يوم ما ، الان لا اكشف الاسماء التي مارست الاحتيال ولكنني اتمنى ان يكفوا عن ممارسته لان القلم الصادق في يوم ما سيفضح من يزيف نتاجاته او يسرقها .
https://telegram.me/buratha