كامل محمد الاحمد
كلنا يتذكر جيدا حسين كامل حسن ، ويندر ما تجد عراقيا ييجهل ذلك الاسم الذي اقترن بحقبة زمنية مظلمة ومأساوية من تاريخ العراق.ولابأس ان نمر مرورا سريعا على تأريخ ذلك الرجل حتى يمكن للقاريء الكريم ان يستحضر جوانبا من تلك الحقبة الزمنية ويربطها بالمعلومة الخطيرة التي سنختم بها هذه السطور.كان الظهور الاول لحسين كامل حسن المجيد التكريتي كعنصر من عناصر الخط الاول لحماية صدام بعد ان اطاح بأحمد حسن البكر في عام 1979، وكان يحمل رتبة ملازم، ويقال انه قبل ذلك كان احد الخدم المخلصين لساجدة زوجة صدام وهو ما اتاح له ان يدخل دورة ضباط سريعة ليتخرج منها ضابطا برتبة ملازم، وخلال اعوام قليلة تدرج في الرتب العسكرية وفي نفس الوقت اختير ليكون رئيسا لنادي الرشيد الرياضي الذي اسسه عدي ابن صدام مننتصف الثمانينات ويتقرب اكثر فأكثر من العائلة الحاكمة لينتهي الامر بتزويجه من رغد ابنة صدام ومن ثم تزويج شقيقه صدام كامل الذي كان هو الاخر ضابطا في حماية المقبور صدام الابنة الاخر له، ويتسبب ذلك في حصول قطيعة بين صدام واخوانه برزان وسبعاوي ووطبان، وتهميشهما وابعادهما ، وهو ما اتاح لحسين كامل ان يتسلق الى المناصب العليا والمهمة ويصبح وزيرا للتصنيع العسكري ولفترة من الزمن وزيرا للدفاع، واصبح الرجل الثاني في السلطة من الناحية الفعلية والرسمية ، وبات الجميع يهابه ويحذر منه الا عدي وقصي فقد كان لهما وضعا اخر.وفي الانتفاضة الشعبية التي اندلعت بعد حرب تحرير الكويت في عام 1991 لعب حسين كامل دورا كبيرا في قمع المنتفضين وخصوصا في المدن المقدسة ككربلاء والنجف ويعرف الكثير من الناس قولته المشهورة مخاطبا الامام الحسين عليه السلام بعنجهية قائلا (انا حسين وانت حسين). وبقي نجم حسين كامل يسطع حتى صيف عام 1995 حينما هرب هو واخيه وزوجتيهما واولادهما الى الاردن بعد خلافات حادة مع عدي وقصي، ومن هناك قرر كشف كل الاسرار للامريكان ، واراد ان يركب موجة المعارضة العراقية ويصبح قائدا لها عله يعودد الى العراق ليصبح حاكما بعد سقوط عمه صدام، ولكن الرياح لم تأت بما كانت تشتهي سفن حسين كامل ، وقد ازداد الضغط عليه في الاردن وبات معزولا ومهمشا وراحت تنهال عليه عروض العودة والاغراءات والتعهدات بالعفو عنه من قبل صدام، ومن حماقته انه صدق بتلك الاغراءات والتعهدات والوعود وكأنه لايعرف حقيقة النظام الذي تربى ونشأ بين احضانه واصبح فيما بعد من ابرز ادوات بطشه واجرامه، وهكذا قرر العودة، وكأنه يحفر قبره بنفسه ليجد عدي وقصي وعمه علي كيمياوي واخرين من ابناء عمومته في انتظاره ليشهد بيته في منطقة السيدية مجزرة دموية انتهت بمقتله هو واخيه صدام وعدد اخر من المدافعين عنه ومن الذين هجموا عليه.وفيما بعد راجت شائعات عن صدور قرار باعتبار حسين كامل وشقيقه صدام والذين سقطوا معهم شهداء ، واطلق عليهم شهداء الغضب.هذه هي خلاصة قصة حسين كامل الطويلة، سردناها لنشير الى ان معلومات تسربت من مكتب رئيس الوزراء تفيد بأن الاخير بصدد اصدار توجيه لادراج حسين كامل ضمن قوائم الشهداء في مؤسسة الشهداء الى جانب ضحاياه وضحايا النظام الذي كان يعمل معه. لن نعلق على تلك المعلومات فأذا صحت فهي ليست بحاجة الى تعليق وانما بحاجة الى ثورة !!..
https://telegram.me/buratha