المقالات

المجلس وحده من فعلها

805 12:51:00 2011-07-17

قيس السهلاوي

استقالة نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي ليست حدثا عاديا ,بل حدثا مميزا وسط مشهد سياسي مخيب للامال ومثير للاحباط وسط تدافع وتزاحم وتقاتل على المناصب والكراسي . انفرد المجلس الأعلى بمبادرة سياسية نادرة الحدوث في التاريخ السياسي العراقي الحديث عندما تقدم مرشحه لمنصب نائب الرئيس لتقديم الاستقالة رغم خبرته الواسعة وحاجة رئيس الجمهورية اليه ,لكن لعادل عبد المهدي والمجلس الاعلى كان لهم رأي اخر ,حيث فضلوا احترام ارادة الشعب والنزول عند رغبته في عدم تحويل الحكومة ومناصبها الى وسيلة للجاه والسلطة وعلى حساب معاناة ابناء الشعب العراقي الحقيقية .ليست هذه المرة الاولى التي يتقدم بها المجلس بمثل هذه المبادرات التي تعكس وطنيته ومآثره الخالدة وهي ليست منة منه على احد ,بل شعور وطني من الصميم بان خدمة العراقيين وأبنائهم هي في المقام الاول ويجب أن يكون السلوك السياسي الرفيع التناغم مع إرادة الشعب العراقي و في مقدمة الخطوات والأهداف . لقد صم الكثير من المسؤولين والحركات السياسية في البلاد اذانهم عن نداء المرجعية بضرورة تقليص المناصب الحكومية وتقنين الرواتب والاجور التي يتقاضاها كبار المسؤولين وما تضيفه هذه المناصب من ثقل على ميزانية الدولة ,بل فضلوا السير في ركاب المطالبات بهذه المناصب واتخام الحكومة بها رغم عدم ضرورتها وهذا نابهع من السلوك الاناني والرغبة في البحث عن المناصب وتجاهل إرادة الشارع العراقي الذي يجد في هذا التضخم الحكومي في المناصب والوظائف واستحداث بعضها رغم انه ليس موجودا في نصوص الدستور والذي يمثل في نظره استهانة بارئه وحقوقه السياسية وتحويلها الى منصات للكسب غير المشروع وتدوير المناصب وحرمان من هو احق بها . لقد شكلت الانتخابات البرلمانية الأخيرة موقفا سياسيا معقدا دفع الى تاجيل تشكيل الحكومة لفترة طويلة وادت الى مشاورات سياسية فيما بينها استغرقت وقتا طويلا ولكن بالنتيجة ظهرت تشكيلةة وزارية تعد الاكبر في تاريخ العراق السياسي الحديث ,حيث ارتفع رقم الوزارات الى اكثر من 42 وزارة رغم عدم ضرورية عدد منها ,إضافة الى استحداث ثلاثة مناصب لنيابة رئاسة الجمهورية رغم ان الدستور نص على واحد منها فقط . هذا التوسع في عدد المناصب أصاب الاداء الحكومي بالترهل وأفقد الكثير من فاعليته وحيويته وجعله يصاب بالتخمة رغم انه قد كان بالامكان تقليص العدد وفق قاعدة تفاهمات سياسية تتقدم على المصالح الحزبية الضيقة .المجلس الاعلى ادرك بان الربح على حساب الشعب العراقي هو خسارة من الجانب المعنوي لان الشعب العراقي يرغب في رؤية طبقة وكتل سياسية وحزبية واعية تخلص في عملها له لا ان تتحول الى مؤسسات ربحية على حساب معاناته لذا فانه تقدم بهذه المبادرة استجابة لنداء المرجعية اولا ولحث الكتل السياسية على التقدم بمبادرات مشابهة ونبذ الخطاب الفردي الأناني ولمنح العملية السياسية دفعة معنوية قوية تسهم في حل الوضع الراكد وتحريكه وتقديم درس سياسي بان الأحزاب والكتل السياسية ينبغي ان بان لا يكون هدفها تحقيق الارباح والمكاسب ,بل التنازل واحترام ارادة الشارع العراقي وإعطاء النماذج والدروس الوطنية بأنها جديرة حقا باحترامه وثقته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك