فراس الغضبان الحمداني
يشهد العراق وللعام الثاني وعلى التوالي موجة جفاف وارتفاع درجة الحرارة غير مسبوقة حيث تجاوزت 50 درجة مئوية تتخللها كل أسبوع موجات من العواصف الترابية تؤكد إن البلاد قد دخلت التصحر وان الكهرباء ما زالت أزمة تراوح مكانها رغم كثرة الوعود وصرف المليارات من الدولارات على الترقيع دون أي تحسن يذكر .
كانوا يتحدثون عام 2003 عن خمس سنوات بخمس مليارات وبعد ثمان سنوات وبإنفاق 40 مليار من أموال الشعب عادوا يتحدثون أنهم بحاجة إلى مليارات جديدة وسنوات إضافية ولو إننا أجرينا مقارنة بسيطة عن هذه الأموال التي تبخرت والسنوات التي ضاعت لوجدنا أن بالإمكان إقامة في هذه المدة وبأقل من هذه التكلفة 4 مفاعلات نووية تستطيع إن تجهز العراق بالطاقة الكهربائية ويفيض منها ما يجهز دول الجوار حيث إن الأردن تعاقدت لإقامة مفاعل ضخم بعشرة مليارات فقط والإمارات ستنجز 3 مفاعلات نووية بأقل من نصف الأموال التي انفقت على طاقة كهربائية ما زالت مختفية .
لقد تعاقب على الوزارة وزراء وكثير من الوكلاء والمدراء ولم يتحسن واقع التيار الكهربائي بل يتدهور على أكثر مما كان عليه حيث كنا بالأمس القريب نستطيع إن نلمس وجود تيار كهربائي مبرمج ولكن مع كل صيف جديد تتزايد ساعات محنة العراقيين (الغلابه) بتضاعف ساعات القطع المبرمج صيفاً بعد صيف فقد غابت البرمجة وتبخرت أحلام العراقيين بسبب وعود من لا تهمهم معاناة شعبهم حين توضح وبلا أدنى شك الفشل الحكومي والبرلماني وعدم الإكتراث لوضع حد لهذه المأساة عدا حلول ترقيعية بالاعتماد على أصحاب المولدات لتجهيز الناس بربع حاجتهم للتيار الكهربائي وحسب ضمير ومزاج أصحاب المولدات واغلب ضمائرهم مستترة لا تخاف القانون ولا تخشى العتاب أو العقاب .
إن ما يجري في هذا القطاع يجعلنا نصدق بعض الشائعات والقصص وهي اقرب للأساطير والخيال في نهب المليارات التي بدا بها وزير الكهرباء الهارب أيهم السامرائي ولا ندري أين ستنتهي وربما الذي يدعي إن هنالك مافيا حكومية وحزبية وشخصيات نافذة لها مصالح إستراتيجية للإبقاء على أزمة الكهرباء لان ذلك وبلغة الأرقام معناه استيراد 6 ملايين لتر يوميا من الكاز الخاص بتشغيل المولدات وهو يستورد من الكويت وإيران وتركيا وهو بمليارات الدولارات ولعل هذا اللوبي المتورط بالاستيراد لا يروق له إن تنتهي أزمة الكهرباء بل يهدف إلى تفاقمها لان ذلك معناه زيادة في أرباحها ومكاسبها من السحت الحرام .
ولم يتبق أمام المواطن العراقي الذي يكاد إن يحترق في الشارع من شدة الحر ويموت في معاناته في البيت وفي أماكن العمل إلا إن يريد حلا والحل يا حكومتنا الرشيدة القابعة في المنطقة الخضراء التي لا تنقطع عنها الكهرباء هو: لو توفرت الإدارة الأمينة والنزيهة لوجد العراقي نفسه بأنه لا يمشي تحت الشمس المحرقة بل بإنفاق مبردة ومترو مكيف ومريح تحت الأرض ولكن سوء الإدارات والفساد المنتشر في العراق لم يجد أمام المواطن حلا إلى أن يصرخ وبأعلى صوته (يمتى الفرج ياربي) .
https://telegram.me/buratha