الكاتب ..عمران الواسطي
منذ أحداث نيسان 2003 إلى يومنا هذا والعراقيون لازالوا يغذون نهر الدم الذي شق طريقه في بلادهم بشكل مستمر وبدون انقطاع . بحيث باتت تلك الحالة علامة مميزة في المشهد اليومي العراقي ..؟! فأعمال العنف لازالت مستمرة وبإشكالها المتعددة والمعروفة عند الشعب العراقي من خلال ما تشهده الساحة العراقية يوميا من قتل واغتيالات وتفجيرات بواسطة السيارات المفخخة والعبوات الناسفة واللاصقة ، وكذلك الاعتداءات المتكررة على عناصر الأمن من الجيش والشرطة وغيرها من الأعمال الدموية التي جعلت من العنف في العراق يعيش مواسم حافلة بالمفاجئات ، فكما للزراعة مواسم تكون فيها زراعة نوع معين من المحاصيل فان العنف في العراق ايضا يتبع تلك المعادلة ولكن بشكل اكبر ومتسارع اذ ان الزراعة تحتاج إلى عناية دقيقة وتواصل مستمر من قبل الفلاح بينما مواسم العنف في العراق لا تحتاج إلى ذلك كله ..؟ فزرع العبوات لا يحتاج من العناية ما تحتاجه زراعة المحاصيل وحصد الناس الأبرياء يكون بشكل ربما أسرع من حصد أو قطف المحاصيل الزراعية والتقرير الآتي يوضح الكثير حول انتشار ظاهرة العنف في العراق خلال مواسم الشتاء والصيف ويتضح ذلك من عدد الهجمات وحالات الوفاة في كل شهر . فخلال فصل الشتاء ، تنخفض أعداد الضحايا . بينما في الصيف تتصاعد النسبة وتزداد حالات الوفاة . وهذا يعني بالنسبة للأشهر الثلاثة الأخيرة أن عدد الأحداث الأمنية وأفراد الشرطة الذين تعرضوا للقتل يتصاعد بشكل ثابت.في حزيران 2011، قدمت المصادر الثلاثة للوفيات أعداداً مختلفة. حيث كشف المصدر الأول (الجثث العراقية) أن العدد كان 371، وقال المصدر الثاني (الوزارات العراقية) إن العدد 271، بينما ذكر موقع (ضحايا العراق) الرقم 204.المصدران الأول والثاني كشفا زيادة عن الشهر السابق، بينما انخفض العدد في المصدر الثالث . على صفحته في الانترنت ذكر موقع (ضحايا العراق) بان العدد الفعلي للوفيات في العراق أكثر بكثير مما ذكروا لأنهم يعتمدون فقط على المصادر الغربية التي تفوتها العشرات من أعداد الوفيات في كل شهر، وهذا هو السبب في تفاوت الأعداد . على الإجمال، فقد شهد شهر حزيران معدل وفيات بلغ 282 حالة وفاة، و9،4 قتيل في كل يوم. وهذا المعدل يزيد عن معدل شهر أيار البالغ 8،1 و شهر نيسان البالغ 7،1.لو أعدنا النظر إلى بداية عام 2010، يظهر لنا نمط محدد لضحايا العراق. فمن كانون الثاني إلى حزيران، كان معدل الوفيات في اليوم الواحد متساويا نسبيا ، حيث يبدأ بمعدل 6،3 في كانون الثاني ، ثم يرتفع إلى 10،5 في شباط قبل أن يستوي بمعدل 9،5 في آذار، 10،7 في نيسان، 10،6 في أيار. مع ذلك، ففي تموز وآب قفز المعدل إلى 16،1 قبل أن ينخفض إلى 5،3 في كانون الأول.عام 2011 تبع الاتجاه نفسه: ففي كانون الثاني كانت هناك 9،2 حالة وفاة في اليوم ، ثم ارتفع المعدل إلى 7،5 في شباط، 7،2 في آذار، 7،1 في نيسان قبل أن يرتفع قليلا إلى 8،1 في أيار، 9،4 في حزيران. هذا الارتفاع والانخفاض يتبع المواسم حيث تقل حالات الوفاة في الشتاء و ترتفع في الربيع والصيف . وحسب التقديرات المبنية على جداول شركة (آي كي إي) وهي شركة بريطانية تعمل في العراق، فان العمليات المسلحة ترتفع و تنخفض حسب المواسم. هذا التغيير مقرر منذ 2009، مع مد و جزر من شهر لآخر. فبالنسبة للأشهر الاثني عشر لتلك السنة كان عدد الضحايا يرتفع و ينخفض في كل شهر. فمثلا ، في حزيران 2009 كان معدل الوفاة 13،9 في اليوم الواحد، ثم 9،7 في تموز ، 15،9 في آب، 7،3 في أيلول ، 12،1 في تشرين الأول ، 4،8 في تشرين الثاني، 11،9 في كانون الأول . أسباب هذا التغيير في حينها كان يتعلق بشيء غير المناخ والجو إذا ما قارنا عام 2009 مع 2010 و2011. أما عام 2011 فقد كان مختلفا لأن المجاميع الخاصة قد زادت من هجماتها بشكل كبير منذ الربيع لتتزامن مع الضغط الأميركي على بغداد من اجل تمديد بقاء القوات الأميركية إلى ما بعد موعد الانسحاب المقرر نهاية العام .
https://telegram.me/buratha