عبد الكريم ابراهيم
بعد ان بدأ يتسلل الكرى الى عينيه ، مستغلا وجود نعمة الكهرباء الوطنية . احس بحركة غير اعتيادية لزوجته ، كالاستتقاظ المكبر والجلوس امام المرآة ،ما ان مسح ماتبقى من النعاس عنه ، اذ فوجئ بوجه لايعرف ملامحه يشبه اقنعة الهنود الحمر او سكان افريقيا . كتم نيران غضبه واستعاذ بالله من شر الشيطان الرجيم ،وسأل زوجته : ما الذي تضيعه على وجهك ؟- ان كان يطلق عليه اسم - . اجابت الزوجة بكل برود : انه قناع لاصلاح الوجه وهو مجرب ، يستطيع ان يعيد الحيوية للوجه ويجعله نضرا براقا كنجمات السينما .لم يرد الزوج المسكين لانه لم يشأ الدخول في جدال بيزنطي ، مع قناعة الزوجة ان هذا الشيء سيغير الامور ويجعل عيون الرجل لاتذهب بعيدا في احلامها ، وايقن الزوج ان المرأة لها العذر في هذا التصرف ، لان من حقها ان تبدو جميلة وانيقة ان تصرف جزءا من راتبها على شراء العطور والمكياج والملابس ، والعبرة في النتيجة ،هل كما مخطط لها من قبل النساء ام ان العملية مجرد تبذير للاموال ( وشلعان كلب ) للازواج وفزع للاطفال الصغار . ربما يكون قناع اصلاح الوجه ليس الموضة الجديدة في عمليات المكياج ، فقد تبادر الشركات المنتجة الى اساليب متطورة لجذب النساء من خلال جملة من المغريات من فعالية هذا المستحضر الاكيدة ونتائجها المضمونة المتحققة وغيرها من العبارات التي تتجتذب بعض النساء الطامحات الى التغيير. المهم في الامر ان هذه الشركات المنتجة يجب عليها مراعاة مشاعر الرجال وابتداع طرق اكثر واقعية لاتجلب الويلات على الطرفين كقناع الوجه الذي يفزع الازواج والاطفال ويعقد الامور،عندها يمكن ان نلغي المقولة " لايصلح العطار ما افسده الدهر" ولاسيما بعد ان كثرت دكاكين العطارين وتنوعت بضاعتهم والتي قد توهم البعض ان الواقع سيتغير بوجود بعض المساحيق .
https://telegram.me/buratha