المقالات

الكويت .. عقدة الغزو الصدامي ـــ

726 09:12:00 2011-07-19

عدنان شيرخان

يتعرض العراق شعبا وحكومة ومنذ اسابيع لحملة اعلامية كويتية شرسة تقودها مجموعة من الصحف الكويتية، بلغت حالة من الهيجان لايمكن السكوت عليها، عندما اختارت جريدة " الوطن" عنوانا رئيسا لها يوم اول امس الاحد يقول ( "عقدة" .. ميناء مبارك)، في اشارة (حسب تصور الجريدة) الى معاناة العراقيين من عقدة جديدة تقض مضاجعهم اسمها (ميناء مبارك).

كان بودنا ان لا ينجر الاعلام الكويتي الى هذا المنحدر ويصون لسانه، ولا يتحدث عن العقد، لان العراق ليس بلد عقد، فهذا البلد بمساحته وسكانه، ونسبة مواطنيه الى سكانه وعمقه الضارب في التأريخ لا يمكن ان يشكو من اي عقد، العراقيون الذين علموا البشرية الحرف والكتابة لا يمكن ان يعانوا من عقدة "ميناء مبارك". الشعب الذي خرج كطائر العنقاء من اجواء الانفجارات والقتل والتهديد بالحرب الاهلية وتصدى لاشرس واعنف هجمات الارهابيين في العالم يستحق ان يحترم لا ان يكون موضع سخرية في صحيفة "الوطن" وغيرها من الصحف.

كان حري بصحف الكويت فسح المجال امام السياسيين لايجاد حلول ترضي الطرفين، ومشكلة مثل ميناء مبارك لها عشرات الحلول لو انها حدثت بين بلدين اوروبيين. ولكن بالتأكيد ليس بالشكل العنتري الهستيري الذي يتحدث به النائب الكويتي (مسلم البراك) الذي اعتبر (أي استقبال لأي وفد عراقي سيعتبر إهانة للشعب الكويتي)، مذكرا ومشددا على (ضرورة أن يعي الجانب العراقي أن الكويت اليوم ليست ككويت عام 1990،والجيش الكويتي يختلف وضعه تماماً عن عام 1990).

عقدة غزو صدام المقبور للكويت هي "ام العقد" التي يعاني منها البعض في الكويت الشقيقة، وهي جذر وأصل المشكلة التي تقف عائقا امام اقامة علاقات اخوية طيبة، وهي الدافع امام اصرار الحكومة الكويتية ومجلس الامة على الحاق الضرر بالعراق .

بعد تغيير العام 2003 وذهاب نظام صدام الى مزبلة التأريخ كان من المفترض ان يبدأ البلدان بداية جديدة، ومع فوضى الاحتلال الاميركي للعراق تعالت اصوات في الكويت الشقيقة بضرورة تسديد (اقساط) التعويضات العراقية وترسيم الحدود، وبدأ العزف على نغمة تبعات الغزو العراقي (وليس الصدامي) للكويت، يومها نبهنا الاشقاء في الكويت بان استعمال مفردة (غزو صدام للكويت) اخف وقعا على نفوس الكويتيين والعراقيين، وبادرة مهمة لتحسين العلاقات بين البلدين. وبعد نحو ثماني سنوات على سقوط النظام المباد يستنكر النائب (مسلم البراك) ما يقال ان " الغزو كان صداميا، وهو غزو عراقي شارك به كل كوادر الشعب العراقي".

الغزو كان صداميا شارك فيه عراقيون مجبرون لاسباب تتعلق بسطوة النظام البوليسي الدموي وبالطاعة العسكرية واوامر الاعدامات التي تنتظر المترددين، وهم قياسا بحجم سكان العراق لايزيدون كثيرا على اعداد الكويتيين الذين كانوا يأتون العراق ايام (القادسية الكشرة) صحفيين وشعراء ينفخون في صدام شعرا ونثرا منبطحين ولسان حالهم الخفي يقول (سنحارب ايران حتى آخر جندي عراقي). .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراق
2011-07-23
الامم ممكن ان تهزم ولكنها حية لن تسقط ولا تنتهي وخاصة العراق كم مرت من الظروف القاسية ولكنه ينهض ويعود احذروا ياكويت من اعمالكم فهذا لا ينفعكم واعملوا الاصلح لبلدكم
البدري
2011-07-20
العراق باق والكويت باقيه وسننتظر الى ان تخبوا قوى العالم المستفيده من الكويت وحينها سنرى .......................وكل امريء يحصد ما زرعت يداه
هشام حيدر
2011-07-19
العاقل يخلق الاصدقاء والغبي يخلق الاعداء! لكن لعل الدافع لدى البعض في الكويت ليس الغباء تحديدا او بصورة مباشرة اذ لعله غباء مدفوع الثمن! وبدلا من استفزاز جهال الجار الكبير بجيش كويتي مزعوم كان الاولى تمتين العلاقات وابعاد كل من يروم الابقاء عليها هزيلة! وللتجربة -ليعرف الكاتب حجمه- فليجرب جيشه بلا غطاء امريكي في مناورة بسيطة!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك