المقالات

رجل المرور.. والخديعة

842 15:21:00 2011-07-19

عادل العتابي

قبل سنوات قليلة وفي تقاطع معمل شابي للمشروبات الغازية الذي يقع على حافة مطار المثنى في قلب بغداد،وبعد ان خففت من السرعة نتيجة لتوقف السيارة التي كانت امامي،انحنى شرطي المرور برتبة عسكرية بسيطة ووجه باسم ليقول لي: لابد وانك نسيت ربط حزام الامان! ثم رفع قامته الممشوقة واشار لي باستمرار السير،منذ ذلك اليوم وانا اقوم بربط حزام الامان قبل ان تتحرك السيارة من الشارع الذي اركنها فيه،احتراما وتقديرا لما قاله ذلك الشرطي من كلام طيب،وما قام به من فعل انساني نبيل.قبل ايام اوقفني ومن دون عشرات السيارات المارة شرطي المرور في تقاطع جامع النداء في الوزيرية،كان شابا صغيرا بالعمر تسقط شعرات طويلة شقراء من راسه على جبينه رغم انه كان يرتدي غطاء الراس،وبعد ان استقر في مكانه سألني ان كنت احمل معي مثلث المرور الاحمر ومطفأة الحريق فاجبت بأني احمل في سيارتي المثلث من دون المطفأة،لاني لااعرف المواصفات المطلوبة من قبل المرور للمطافيء وان هناك العشرات منها المختلفة بمواد التعبئة والاحجام وكل واحدة مختصة بالحريق الذي ينشب في السيارة،فالمطفأة الخاصة بالحريق الذي ينشب من جراء احتراق الوقود هي غير المطفأة التي تستعمل لاخماد حريق الخشب وهكذا.قبل ان يطلب الشرطي مني بان اترجل من السيارة ليقودني الى الضابط،قال : عسى ان يساعدك الضابط وان شاء الله سهلة،ضحكت وقلت ان شاء الله سهلة! ،حمل الشرطي هوية الصحفيين التي تؤكد باني اعمل رئيسا للتحرير مع سنوية السيارة واتجه الى الضابط الذي كان اقرب الى كونه ضابطا في مكافحة الاجرام من كونه ضابطا للمرور،وقال الشرطي بصوت خافت لكني سمعته بوضوح: انه مخالف سيدي ولايحمل مطفأة.. قلت في نفسي بعد ان القيت السلام على الضابط :هذه اول خديعة؟ فاين الكلام من ان الضابط سيساعدك وسهلة ؟؟نظر الضابط طويلا الى الهوية والسنوية ولم يرد السلام،فيما كنت اقف متسمرا في مكاني،نظر مرة اخرى ونفث دخان سيكارته،ثم سحب نفسا عميقا منها ،بعدها ترك القلم الذي كان يحمله على الصندوق الخلفي لسيارة المرور،قبل ان يفتح دفتر الغرامات الذي يحمله،عاد مرة اخرى ليضع جهاز المناداة الذي يحمله في مكان القلم ويرفع القلم مجددا بيده،نظر الى هيئتي اخيرا وكأنه سيتخذ القرار الاخير الخاص بحياتي ومن دون اية كلمة وبعد تردد كبير لاحظته على محياه سجل الغرامة بمبلغ ثلاثون الف دينار لعدم حملي المثلث والمطفأة،واعطاني الوصل مع السنوية وسمعت صوته لاول مرة عندما طلب مني ان ادفع الغرامة في بناية مرور باب المعظم.اثناء توقفي في التقاطع مرت سيارات عديدة مسرعة ومن انواع واشكال شتى لم يطلب احد من المرور منهم ما تم طلبه مني، كما مرت سيارات من دون ارقام تحمل اشخاصا من دون هويات الا ان تلك العجلات السريعة تضع المنبهات الخاصة في كل مكان من السيارة،فيقوم رجال المرور بفتح وفسح المجال امامها،وقلت في نفسي ربما لايصل احد من الراكبين في تلك السيارات الى مستوى سكرتير تحرير او صحفي عراقي شريف من اي موقع يعمل يدفع دمه كل يوم ثمنا لكلمته الحرة،الا انهم يمرون معززين مكرمين من قبل رجل المرور،الذي يقوم بخديعة امثالي ممن لايحملون مثلث للمرور ومطافاة للحريق ،لكنهم دائما يحملون قريبا من قلوبهم اقلامهم الكريمة فانهم الصحفييون وهم هوية البلد وعنوانه للمساهمة من خلال كتاباتهم في عدم نشوب الحريق الاكبر وهو حريق الطائفية او حريق النزاهة والكفاءة،وانها حرائق اكبر بكثير من حريق السيارة،لكن العقوبات تطال الصحفيين دوما بسبب او من دون سبب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حيدر العراقي
2011-07-21
لو ناطيه رشوة 10 آلاف وكايل له هاي مال غدا جان مشاك وبوس خدودك هماتين... مجربها جم مرة وصايرة... والله يسامحنا على ذنب الرشوة
ali
2011-07-19
بارك الله بك بذكر الايجابي والسلبي من الموضوع
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك