عدنان شيرخان
تصاعدت صدمات النوايا والتصرفات الكويتية تجاه العراق الجديد الى مفصل دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى القول : ( اذا اغلق ميناء مبارك نصف الممر المائي فمعناه " موت العراق"). قضية ميناء مبارك طفت على السطح كذروة التعامل الكويتي اللاعقلاني مع العراق، بعد الاصرار الشديد على دفع جميع التعويضات وترسيم (جديد) للحدود، واخيرا مفاعل وربة النووي الملاصق للحدود مع العراق. زد على ذلك المستوى الخطابي في اغلب الصحف الكويتية تجاه العراق الجديد وقضاياه، والذي يفضح روح الشماتة والبغض والعداء لكل ماهو عراقي .
مجمل هذه القضايا اشعرت المواطن العراقي قبل قيادته بان ثمة (تكتيكات خطيرة) في رأس صانع القرار الكويتي لا تصب ابدا في علاقة ودية طيبة بين بلدين تعرضا الى ظلم وغدر حاكم شمولي متوحش.في العراق ثمة من يعتقد ان الاخوة في الكويت لا يؤمنون بان صدام هو الذي غزاهم، وان عهده قد ولى الى غير رجعة، ويضيفون ان في دواخل الاشقاء بقايا من رغبات جامحة في الاخذ بالثأر من الذين تسببوا لهم باكبر الصدمات أثر غزو صدام للكويت صيف العام 1990.
ربما لا نبالغ بان الكويت هو البلد العربي الاكثر قربا الى قلوب العراقيين، وقد عشنا وتعودنا ان يكون الكويتيون بيننا في شوارع بغداد والبصرة ومصايف كردستان وبقية المدن العراقية. الذي حدث صيف العام 1990 لم يكن حدثا عاديا بل كان جريمة كبرى، وصانع القرار الكويتي بما عرف عنه من حنكة سياسية كان عليه ان يتوقع من صدام كل شيء، وان لا يطمئن ويركن الى مساندته المفتوحة في حربه مع ايران. وقد حز ذلك الحدث في قلوب العراقيين مثلما كان وقعه الاليم في الكويت واهلها، نقدر ذلك ونقدر ان شعب دولة الكويت بات اعرف الناس بصدام ووحشية نظامه الدموي وانهم يقدرون ما فعل باخوتهم في العراق طوال عقود.
ونعلم جيدا ايضا انه لولا فتح الكويت لحدودها مع العراق للقوات الاميركية العام 2003 لما سقط نظام صدام، وان الكويت قررت يومها وساعدت على اسقاط نظام صدام واصبحت الممر الوحيد للقوات الاميركية، بعد رفض تركيا ادخال قوات اميركية الى شمال العراق.
كان من المفترض والمنطقي ان تفتح الكويت صفحة جديدة مع العراق الجديد، ان تضع التأريخ خلف ظهرها، وتضع الجغرافية نصب عينها كما فعلت وتفعل دول عديدة ، وهي الاعرف باقطاب المعارضة العراقية التي تسلمت قيادة العراق الجديد.
اضر ملف ميناء مبارك كثيرا بقضية التعاطف مع الكويت، وخسرت الكويت الكثير من المتعاطفين معها ومع محنة العام 90 وتداعيات تلك المحنة من قضية الاسرى والمفقودين والممتلكات التي نهبت.الخشية الان من تصاعد الاحتقان والجو الضاغط على صانع القرار العراقي باتجاهات معارضة لاي تقارب مع الكويت على اساس النوايا والتصرفات المضادة لمصالح العراق.
ان تبرير الاشقاء في الكويت وسفيرها لدى بغداد بوصم دعوات الدفاع عن مصالح العراق بالبعثية وبقايا النظام السابق غير موفقة البتة، مثلما لم يحالف المنطق وزير الخارجية الكويتي محمد الصباح عندما صرح مستغربا من "عودة لغة النظام الصدامي لمصادرة حق الكويت".
يعلم الكويتيون قبل غيرهم ان مجمل قيادات العراق الجديد كانوا من ضحايا النظام المباد، واكثرهم محكوم بالاعدام لمعارضتهم ذلك النظام، وانهم انتخبوا للدفاع عن مصالح العراق والعراقيين، وليس في ذلك استثناء او محاباة لاي طرف حتى وان كانت الكويت...
https://telegram.me/buratha