المقالات

السلوكيات والممارسات الخاطئة

632 19:27:00 2011-07-20

احمد عبد الرحمن

مازلنا في العراق، وفي ظل التجربة الديمقراطية التي لم يتعد عمرها الزمني التسعة اعوام، نعيش جزءا غير قليل من سلوكيات وممارسات وثقافات الحقبة السابقة، وهي بلا شك سلوكيات وممارسات وثقافات خاطئة ومنحرفة، افرزت حروبا وصراعات دموية ودامية وخلفت مظاهر وظواهر تخلف وفقر وجهل وظلم وطغيان واستبداد، او بتعبير اخرى ، فوضى اجتماعية وسياسية عارمة، افصحت عن نفسها بكل وضوح بعد الاطاحة بنظام صدام في ربيع عام 2003.ولعل واحدة من ابرز واخطر تلك السلوكيات والممارسات والثقافات، السعي المحموم وراء المواقع والمناصب والامتيازات والحرص على نيلها بأي ثمن، ومن ثم الحرص بدرجة اكبر على التشبث بها وعدم التفريط بها تحت أي ظرف من الظروف، ومهما كانت الاسباب والدواعي والمبررات.أي ليس مهما الطريقة والالية التي يمكن من خلالها لشخص ما الوصول الى المنصب الفلاني، وليس مهما فيما اذا كان يمتلك المؤهلات والقدرات والكفاءات لتولي ذلك المنصب ام لا مادام سيجني من ورائه مكاسب مادية كبيرة، ويحظى بوجاهات اجتماعية ربما لايحلم بها، ويحرز نفوذا وسلطة على الاخرين تجعله في معظم الاحيان فوق القانون وخارج سياق منظومة الحراك الطبيعي المنظم للمجتمع، وكذلك ليس مهما المسالك والمسارات التي يتخذها للوصول الى اهدافه وطموحاته الخاصة.كل ذلك وربما غيره جعل المواقع والمناصب نعصر تشريفف لا تكليف، وغيب في ذات الوقت ثقافة الاستقالة والاقرار والاعتراف بالخطأ والقصور والتقصير والخلل، والبحث عن شماعات لتعليقها عليها، من اجل استمرار الاحتفاظ بالمكاسب والامتيازات وبهارج السلطة والنفوذ من دون ان يعبأ بالاثار والانعكاسات السلبية السياسية والامنية والاقتصادية والحياتية لذلك على افراد المجتمع.ولن نخطأ حينما نشير الى ان استقالة السيد عادل عبد المهدي من منصبه كنائب اول لرئيس الجمهورية لاسباب ومبررات موضوعية بعيدة كل البعد عن الحسابات الشخصية تمثل خطوة لم يسبقه لها شخص اخر يشغل موقعا رفيع المستوى في الدولة العراقية، ناهيك عن اصحاب المواقع الادنى منه ، الا اللهم استثناءات قليلة جدا جدا. ترسيخ وتكريس ثقافة الاستقالة من اجل المصالح الوطنية العليا، وللتأكيد على ان شؤون الناس ينبغي ان تحظى بالاولوية في اهتمامات اصحاب الشأن امر مهم للغاية لانجاح التجربة السياسية في العراق الجديد.

 السلوكيات والممارسات الخاطئة <BR>-------------------- <BR>احمد عبد الرحمن <BR>مازلنا في العراق، وفي ظل التجربة الديمقراطية التي لم يتعد عمرها الزمني التسعة اعوام، نعيش جزءا غير قليل من سلوكيات وممارسات وثقافات الحقبة السابقة، وهي بلا شك سلوكيات وممارسات وثقافات خاطئة ومنحرفة، افرزت حروبا وصراعات دموية ودامية وخلفت مظاهر وظواهر تخلف وفقر وجهل وظلم وطغيان واستبداد، او بتعبير اخرى ، فوضى اجتماعية وسياسية عارمة، افصحت عن نفسها بكل وضوح بعد الاطاحة بنظام صدام في ربيع عام 2003.<BR>ولعل واحدة من ابرز واخطر تلك السلوكيات والممارسات والثقافات، السعي المحموم وراء المواقع والمناصب والامتيازات والحرص على نيلها بأي ثمن، ومن ثم الحرص بدرجة اكبر على التشبث بها وعدم التفريط بها تحت أي ظرف من الظروف، ومهما كانت الاسباب والدواعي والمبررات.<BR>أي ليس مهما الطريقة والالية التي يمكن من خلالها لشخص ما الوصول الى المنصب الفلاني، وليس مهما فيما اذا كان يمتلك المؤهلات والقدرات والكفاءات لتولي ذلك المنصب ام لا مادام سيجني من ورائه مكاسب مادية كبيرة، ويحظى بوجاهات اجتماعية ربما لايحلم بها، ويحرز نفوذا وسلطة على الاخرين تجعله في معظم الاحيان فوق القانون وخارج سياق منظومة الحراك الطبيعي المنظم للمجتمع، وكذلك ليس مهما المسالك والمسارات التي يتخذها للوصول الى اهدافه وطموحاته الخاصة.<BR>كل ذلك وربما غيره جعل المواقع والمناصب نعصر تشريفف لا تكليف، وغيب في ذات الوقت ثقافة الاستقالة والاقرار والاعتراف بالخطأ والقصور والتقصير والخلل، والبحث عن شماعات لتعليقها عليها، من اجل استمرار الاحتفاظ بالمكاسب والامتيازات وبهارج السلطة والنفوذ من دون ان يعبأ بالاثار والانعكاسات السلبية السياسية والامنية والاقتصادية والحياتية لذلك على افراد المجتمع.<BR>ولن نخطأ حينما نشير الى ان استقالة السيد عادل عبد المهدي من منصبه كنائب اول لرئيس الجمهورية لاسباب ومبررات موضوعية بعيدة كل البعد عن الحسابات الشخصية تمثل خطوة لم يسبقه لها شخص اخر يشغل موقعا رفيع المستوى في الدولة العراقية، ناهيك عن اصحاب المواقع الادنى منه ، الا اللهم استثناءات قليلة جدا جدا. <BR>ترسيخ وتكريس ثقافة الاستقالة من اجل المصالح الوطنية العليا، وللتأكيد على ان شؤون الناس ينبغي ان تحظى بالاولوية في اهتمامات اصحاب الشأن امر مهم للغاية لانجاح التجربة السياسية في العراق الجديد.<BR><BR>

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك