بقلم .. رضا السيد
لم يصدق احد حين خرج أهالي البصرة الفيحاء في تظاهرة يمكن إن تكون فريدة من نوعها . وهم يضعون نعشا على إحدى السيارات ومكتوب عليه (( الكهرباء )) في تنويه من هؤلاء المتظاهرين إن الكهرباء في العراق قد ماتت ونحن ( أي المتظاهرين ) من أهالي البصرة خرجنا لنشيع هذه العزيزة على قلوبنا ( الكهرباء ) كونها لم تفارقنا يوما ، وبات بيننا وبينها أواصر وعلاقات أكثر مما موجود فيما بيننا كأناس ..؟! وما خروجنا بتظاهرات إلا دليلا على ذلك ..؟ و كما يقولون ( شر البلية ما يضحك ) فخروج التظاهرات كان عكس ما قلت سابقا اذ إن المتظاهرين خرجوا استنكارا واستهجانا واستهزاءا بكل المسؤولين الحكوميين ابتداءا من رئيس الحكومة وانتهاءا بأصغر مسؤول حكومي يعمل في مجال الكهرباء مرورا بالوزراء ( الأفذاذ ) الذين لم يتوانوا عن اختراع أي تصريح أو طريقة يكذبون بها على الشعب المسكين حول تطور ملف الكهرباء في العراق . وما إن ظهرت الأغنية اللطيفة ( وين الكهرباء يابرلمانيون ) حتى وجد الشعب العراقي متنفسا له في ( دندنتها ) لكي يروح بها عن نفسه كون الإخوة البرلمانيون هم المسؤولون الأوائل عن ضياع حقوق المواطن العراقي وهم الان منعمون بالامتيازات التي لا يستطيع المواطن العراقي البسيط الحصول على معشارها . واهم تلك الامتيازات تنعمهم بخطوط كهرباء غير مرتبطة ببرمجة القطع ، وكذلك فان كل واحد من البرلمانيين والوزراء والمسؤولين في الحكومة يمتلك ( مولدات ) كبيرة تسد الحاجة عند الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي . بالإضافة إلى وجود عمال مسؤوليتهم صيانة وتشغيل تلك المولدات وعلى حساب من ..؟؟ على حساب المواطن العراقي . لذا أقول لابد إن تكون هناك انتفاضات وليست انتفاضة واحدة كالتي خرجت في محافظة البصرة ولابد إن يشمر الشعراء والمنشدون عن سواعدهم لكي يساهموا في توضيح المعاناة التي يعانيها الشعب من خلال الأغاني والأشعار التي ربما تحرك مشاعر البرلمانيون أو الحكومة ولو إني اشك بذلك . ولكن ما لا اشك فيه هو قدرة العراقيين على التغيير ، وعدم الخضوع أمام هذه الأزمة ، وتعريف كل من في الحكومة العراقية إن للعراقيين صبرا ، وهذا الصبر بدا ينفذ وخصوصا ونحن على أعتاب شهر رمضان الكريم ، ودرجة الحرارة وصلت إلى أكثر من خمسين درجة مئوية .
https://telegram.me/buratha