صبيح الناصري
عرفنا طارق الهاشمي ضابطا مفصولا من الجيش ومن كية الاركان التي كان معلما فيها بعد ان تلقى رشوة مقدارها 200 ديتنار من احد الطلاب العرب فيها , ليبعود الى العمل في شركة الملاحة العربية في الكويت قبل الغزو بعد ان رفع النظام الفيتو عليه بسبب قرابته من رئيس الوزراء في العهد الملكي ياسين الهاشمي وشقيقه الفريق طه الهاشمي . طارق الهاشمي الذي قدم إلى راس قيادة الحزب الإسلامي من الصفوف الخلفية خلفا لمحسن عبد الحميد والذي تمت الإطاحة به بعد احتراق أوراقه من قبل الأمريكيين ورغبة إطراف عربية داعمة للسنة في العراق لمواجهة صعود الشيعة في العراق في ان يكون الهاشمي من يتصدى لهذا الامر بالنيابة عنهم وترافق صعوده مع تصاعد حدة العنف الطائفي في العراق ووقوف الهاشمي وراء جمع الأطياف السياسية السنية المتشتتة وإقناعها بتشكيل جبهة سياسية واحدة عرفت بجتبهة التوافق ضمت في أغلبية الرموز المتطرفة أمثال عدنان الدليمي والعليان والمطلك ,بالإضافة الى الهاشمي الذي أصبح نائبا لرئيس الجمهورية ممثلا عن المكون السني . ونظرا لكون السنة في العراق كانوا يشكلون أغلبية ضباط الجيش العراقي السابق والذي تم حله بقرار من الحاكم المدني بول بريمر فان الهاشمي حاول إعادة ضباط الجيش والأمن والمخابرات السابقين الى الجيش من جديد وقاد حملة لإقناع الأمريكيين بذلك ,حيث أعاد آلاف الضباط منهم الى صفوف وحدات الجيش والشرطة . بينما قام باستغلال منصبه كنائب للرئيس في الاعتراض وإعادة الكثير من القوانين التي قام مجلس النواب بمناقشتها وإرسالها إلى الرئاسة لتصديقها ويأ خذ الكثير من السياسيين على الهاشمي طابعه المعارض للقوانين وتسببه في تعطيلها لاكثر من مرة رغم أن اعتراضاته ليست قانونية ,بل على تفسير لجمل لغوية وردت في نصوص القوانين المصادق عليها . الهاشمي قاد حملة لإطلاق سراح عناصر القاعدة وإفراد التنظيمات السنية المسلحة الذين ألقت قوات الجيش العراقي وقوات مغاوير وزارة الداخلية القبض عليهم وقسم منهم كان مسلحا وعثر على عبوات ناسفة في منزله ,حيث اقنع السفير الأمريكي وقائد القوات الأمريكية في العراق بإطلاق سراح العناصر المسلحة مع إعطاء ضمانات بعدم مهاجمتهم للقوات الأمريكية وهو ما قام به الأمريكيون فعلا في وقت لاحق ولم تنفع اعتراضات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في منع عودة أكثر من 8000 آلاف مسلح خطير الى الشوارع والأحياء من جديد .الهاشمي الذي عطل بالأمس تنفيذ حكم الإعدام بالجنرال سلطان هاشم احمد وحسين رشيد التكريتي تحت مزاعم أنهم ضباط في الجيش وكانوا يتلقون الأوامر من صدام ولم يكن من الممكن معارضته بالرغم من سلطان رفض الاعتذار إلى الضحايا كما فعل صابر الدوري .دور الهاشمي المعطل لتنفيذ إحكام الإعدام بحق أشخاص قتلوا أكثر من مائتي ألف كردي بأوامر من صدام ولم يعترضوا عليها يهدف من رائه إلى الحصول على منصب رئاسة الجمهورية كما كان يريد خلال الدورة الانتخابية الحالية لولا إصرار الأكراد على بقاء الطالباني رئيسا للمرة الثانية وحيث كسب أصوات السنة في العراق ,إضافة الى مغازلة المحيط العربي السني الراغب بإخراج سلطان من السجن وعدم إعدامه ,إضافة إلى رأي عربي نقله احد الزعماء العرب إلى واشنطن بإبقاء سلطان حيا من اجل منحه دورا سياسيا في صياغة العراق القادم باعتبار أن سلطان جنرالا ينتمي إلى المؤسسة العسكرية العراقية التي ظلت تحكم العراق من العام 1958 وحتى وصول صدام إلى السلطة عام 1979 باعتباره شخصا مدنيا ولم يكن عسكريا كسلفه البكر .تسييس ملف وزير الدفاع سلطان هاشم وتحويله إلى قضية سياسية ,حيث يتقن الهاشمي لهذا الدور مما يجعل من تعطيل تنفيذ الحكم امرا ممكنا ومستمرا لأعوام طويلة قادمة بعد أن قام بسحب صلاحية توقيع عقوبة الإعدام من الخزاعي ,خصوصا وان الطالباني . المزايدة على اعدام سلطان من قبل الهاشمي كثمن للحصول على منصب رئاسة الجمهورية بعد ان أصبحت ولاية الطالباني الرئاسية هي الأخيرة مما يفتح الطريق امام الهاشمي الذي يعد مطلوبا من الناحية العشائرية لاسرة الالوسي وقيام ابن شقسقيقته الامير في تنظيم القاعدة بقتل ولديه وتستره عليه وهناك روايات تتحدث بان الهاشمي قام بتهريبه الى سوريا لكي يفلت من قبضة رجال الشرطة العراقية الذيمن داهموا منزله بعد وصول معلومات مسبقة اليه . الهاشمي الذي كان يحرض السفير الامريكي الطائفي زالماي خليل زادة ويشجعه على منح السنة في العراق مناصب ومكاسب سياسية كبيرة وكما فعل البريطانيون عام 1920 يجد اليوم الفرصة مناسبة للاساءة الى الشيعة والى العراقيين عبر الدفاع عن أشخاص كانوا معروفين بأنهم تابعين لصدام وقام احدهم وهو الفريق رشيد حسين التكريتي باعدام المئات من الضباط وآلاف الجنود خلال الحرب العراقية الإيرانية والتي يغض الهاشمي النظر عنها بينما عينه منذ الآن مصوبة نحو كرسي الرئاسة .
https://telegram.me/buratha