بقلم مصطفى ياسين
يقول القول المأثور .. الغريق يتشبث بكل شيء وما أكثر الغرقى اليوم وخاصة في بحر العراق اللجي ففي العراق غرق البعث المجرم في التاسع من نيسان وحاول التشبث في كل حشيش وبقوة لما تتناوله يداه وما قصرت عليه أيضا فكان ذلك التشبث هو التفجيرات وفرق الإرهاب العمياء وأعمال التخريب والقتل على الهوية .. وهناك غريق أخر في العراق حليف حزب البعث والمتعاملين مع المتغيرات بنفس طريقة حلفائهم وباسم الحق الدستوري، يهدد العراقيين ويتوعدون بمصير مجهول ويوم اسود..خطوط متباينة متناظرة تتداخل في العراق تلعب على خشبة المسرح حمائم سلام في الأضواء وفي الظلام تجد خلفها تقف منظمات عسكرية أجنبية ومنه تنظيمات عربية سلفية وبعثية قومية وفي ظل هذه الصراعات تبرز صورة قائمه لوجه يمثل الديمقراطية ويدعوا لها وبكل عنجهية ولا منطقية يصرون على أنهم وطنيون متعالين على الطائفية والقومية ويتهمون الآخرين جزافا وبدون أي مراعاة واحترام للنظم السائدة لأنهم أصحاب حق ولن يتنازلوا عن حقهم أبدا من يقف خلفهم ومن الذي يمدهم بالأموال والماكنة الإعلامية وهل أن غطرستهم من فراغ كغطرسة (صدام) وأحلامهم الحمقاء التي ذهبت أدراج الرياح..؟ أم أن الأيام تنذر بالمفاجأة التي تشبه المفاجأة الانتخابية..! أن غرق بعض السياسيين في بحر العراقيين ليس وليد صدفة بل هي سوء تقدير وعدم أجادة لغة الحساب والأرقام و آن يتحد معه نفس الرؤى والأحلام ويبقى بحلم الواهمون بأمجاد لم يحققها ألا بالعزف على أوتار المستحيل والماضي وتبقى أحلامهم زوبعة في فنجان..العقلاء دائما يبنون الوقائع على النتائج ويفسرون الأمور بطريقة المستفيد والخاسر وهذه دوانيهم دائما . وما أثير من ضجة وقلقلة للعقول وشل للأفكار المسكين لما سيخرج به (الجبلان)بلقائهما المرتقب وكيف سيدور الحديث ومن المبتدأ وأين ستكون ساحة ميدان اللقاء..؟ كانت أسئلة المتتبع لذلك اللقاء لتنبثق مبادرات (نبيلة)للوساطة وعقد اللقاء في طرف ثالث وكأنما المسألة نزاع عشائري وتطلب الأطراف عقد جلسة تحكيم في مضيف أو ديوان طرف محايد.. ولم ينتهي الأمر لهذه الحدود بل التصريحات المسبقة لمن يمثل كلا الرجلين عن أهمية اللقاء والأجندة المطروحة فيه والمشروع المتفاوض عليه..اسئلكم بالله ما هذه السخرية وهل نحن دمى يملا علينا ما يشاء الآخرين وكل هذا الاستخفاف بالعقول العراقية ولقاء فلان وفلانا سيحل جميع المشاكل العالقة وبما إلى ذلك من تصريحات تصاعدية وذات مخازي تعددية . وبعد كل الذي بذل من حراك سياسي ومد وجزر وتوقيت ومواعيد سوفت وأغلق اللقاء المرتقب وأوصد الباب وبالتدريج لم يعد أحد يتحدث عن ذلك اللقاء وأهدافه ومشاريعه فذهبت جميع تلك الجهود والنوايا الحسنه (ظاهرا)أدراج الرياح ولو نطق التاريخ لقال هي وصمة عار تسجل في سجل هذين الرجلين والى الأبد ولو نطق الشعب لكان حق عليه أن يحاسب من يسخر منه وتعامل معه على انه أضحوكة .. وأنا له ذلك بل هم يضحكون على أنفسهم وعلى أتباعهم وهم لا يشعرون...
https://telegram.me/buratha