المقالات

اساطير الاعمار والتنمية /

721 10:02:00 2011-07-21

حافظ آل بشارة

دائما نسمع اصواتا في الاعلام تنتقد ظاهرة اهمال الاعمار والاستثمار ، بعض الناقدين هم ممن تعلموا على العمولات لكنهم يتحدثون بلغة اصحاب القضية ، وعندما ارادت الحكومة ان تدفع عن نفسها تهمة اهمال الاعمار سارعت فورا الى استدعاء مستثمرين اجانب لتستعرضهم امام الكاميرات سودا وبيضا وبعضهم عيونه بالطول والآخر بالعرض ومن بلدان متعددة المشارب ، يعتقدون ان الاعمار يجب ان يكون على هذه الشاكلة ، لكن مفكري هذا البلد الذين لا كرسي لهم في الحكومة ولا في البرلمان ولا في الاحزاب يعتقدون ان العراق مهدم بشريا وعمرانيا ويحتاج الى تنمية شاملة ، الاعمار جزء واحد من التنمية ، التنمية مفهوم واسع يضم الاعمار وغيره ، التنمية عملية اصلاحية متعددة الاغراض منتظمة ومتوالية زمنيا فهي ارتقاء حضاري ، سميت تنمية لانها تضم اصلاحات مادية ومعنوية وانسانية وعمرانية ، المشكلة لاتحل بتوقيع عقود مع شركات اجنبية ، فالشركات تقوم بالعملية الاسهل من التنمية ، فقد تبني مصانع ومعامل وطرق وجسورا ومجمعات سكنية لكنها في النهاية تسلمها الى المجتمع الذي يجب ان يتحمل التشغيل والادارة والصيانة . لا بد من الأيمان بأن البناء المادي المتطور الصناعي والعمراني هو نتيجة حسية لتراكم معنوي استغرق اجيالا ، فتراكم التطور المعنوي ينتج تطورا ماديا ، هناك دولة وشعب ورؤية كونية وعقيدة ونظام تعليم وخبرات علمية وعلاقات اجتماعية وتشريعات ونظام تنفيذي وحريات وحقوق انسانية واطار اخلاقي ، وسلطة معنوية لمفهوم الوطن الواحد تغلب على اي انتماء ثانوي وثقة قوية بين المكونات ، وثقة بالنفس وعدم الشعور بالانسحاق امام الاجانب ، هذه الخلطة الكثيفة من المفاهيم التي تدخل في تربية الانسان تجعل المجتمع ينمو معنويا بالاتجاه الصحيح فيكون التطور المادي تحصيل حاصل لهذا الارتقاء الحضاري المنظم ، نحن الآن نشتغل بالمقلوب نريد ان نقوم بالاعمار المادي بدون تنمية شاملة ، اي اعمار الجدران واهمال الانسان ، وكان المطلوب من الحكومة ان تستغل الدعم العالمي والاقليمي لها وتستغل الخطوات التي تحققت في طريق الديمقراطية وان كانت بسيطة للشروع ببرنامج تنمية شاملة لترسيخ القيم المذكورة ، ربما ننجح بسبب الاموال النفطية الهائلة في بناء العراق عمرانيا وصناعيا ولكن هذا البناء سوف يتم تسليمه الى مجتمع مهدم لا يحسن استخدامه ولا يحسن تشغيله او استثماره ، عندها سيمارس الناس عملية تحطيم هذه البنية المتطورة بشكل تدريجي ، هذا بلد يفتقد كثيرا من عناصر البنية الانسانية ، بناء الانسان لا يتم عبر شركات اجنبية بل هي مهمة الاسرة والمدرسة والمسجد واجهزة المرجعية ومنظمات المجتمع المدني ، من جديد نسأل اين دوائر الاععمار الثقافي للمجتمع مثل وزارة الثقافة ، شبكة الاعلام العراقية ، ماذا قدما حتى الآن ؟ هل توجد في اوراق الحكومة عبارة (التنمية الثقافية)؟ الله اعلم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك