صبيح الناصري
بعد استلام الحكومة العراقية لازلام النظام السابق من القوات الامريكية انطلقت حملات إعلامية مشبوهة تدافع عن جنرالات النظام السابق المتهمين بقتل مئات الاف من المواطنين العراقيين وابادتهم باستخدام الأسلحة الكيمياوية السامة . هذه الاقلام الاعلامية المشبوهة تجردت من إنسانيتها ,حين أخذت تلتمس لهؤلاء الوحوش بوجوه ادمية المبررات غير المعقلولة لهم من اجل نفي التهمة عنهم وإطلاق سراحهم تحت شعار طي صفحة الماضي وعفا الله عما سلف وغيرها من الشعارات التي يجاول هؤلاء المدججون بفكر البعث الإجرامي إنقاذ وزير الدفاع السابق ورئيس أركان الجيش السابق اللذان لم ينكرا ما قاما به ولم يقدموا اعتذارا الى الضحايا ولم يتهموا صدماما بالمسؤولية ,بل كانوا مقتنعين بما فعلاه لانهم يرونه جزءا من واجبهم واخلاقهم وهو ابادة معارضي النظام وقتلهم وتشريدهم من مدنهم وقراهم وإرضاء الطاغية صدام وعلى حساب شرفهم العسكري رغم ان الذين قتلوا لم يكونوا مسلحين . الحجج الواهية التي يقدمها هؤلاء للدفاع عن المتهمين تتلخص بانهم كانوا مجرد منفذين للاوامر والجندي لا يحاسب عادة على تنفيذ الاوامر حتى وان كانت نتائجها بشعة وتؤدي الى قتل مئات الآلاف كما فعل سلطان وحسين رشيد التكريتي كما يريد ان يقول الهاشمي والثاني يعرفه جنود الجيش العراقي جيدا بانه كان شخصا صلفا ومغرورا وحاقدا وحريصا على إرضاء صدام وباي شكل من الإشكال وهو متهم بإصدار الأوامر بإعدام مئات الجنود العراقيين الأبرياء خلال الحرب مع إيران بذريعة الفرار من جبهات الموت ,اضافة الى ان صدام قال في لقاء تلفازي بعد انتهاء معركة الفاو عام 1988 بان رشيد قتل رائدا في الجيش العراقي عندما كان ينقل الموقف في الجبهة الى مقر القيادة المتقدم في البصرة بأبادة فوج مشاة عراقي خلال بداية الهجوم على الفاو ,حيث قام حسين التكريتي بصفعه واتهامه بالتخاذل مما جعل حماية صدام يجذبونه الى الخارج ويقومون بقتله لاحقا . جنرالات الجيش العراقي الذين تعمد صدام إهانتهم وإذلالهم لا كثر من مرة وذلك عندما اختار العريف السابق في حمايته وزيرا للدفاع متخطيا ومتجاهلا الكثير منهم من اصحاب الكفاءات والشهادات العلمية الكبيرة . قسم كبير منهم غادر الخدمة بشرف بعد ان رفض ان يتحول الى تابع وجندي ذليل يتلقى الأوامر من العرفاء والجنود السابقين وتحولوا الى معارضين والقسم الاخر امثال سلطان فضل البقاء في الخدمة وتلقي الركلات والصفعات والإهانات من علي حسن المجيد وحسين كامل بينما عرفنا حسين رشيد شخصا جبانا يحرص على التملق لقصي صدام الذي لم يخدم كابيه يوما واحدا في الجيش العراقي عندما أصبح مشرفا على الحرس الجمهوري . سلطان هاشم وحسين رشيد التكريتي كانا نتاجا للمؤسسة الامنية التي قام ببنائها صدام بعد وصوله الى السلطة وتخريبه للجيش العراقي كمؤسسة تاريخية لها عراقتها وتقاليدها عندما عمل على تبعيثها واختيار البعثيين المقربين منه كجنرالات وقادة رغم انحدار مؤهلاتهم العسكرية ,حيث كان سلطان ورشيد جزءا منها ,حيث حرصا على تنفيذ الأوامر وقتل وابادة المواطنين العراقيين ورفع البرقيات التي تهنيء صدام بالانتصار وتطهير منطقة كردستان العراق من 400 الف مواطن كردي جرى قتلهم بدم بارد وتشريد اكثر من مليون شخص منهم الى الحدود مع تركيا في وقتها ,حيث كانوا هؤلاء في نظرهم مجرد مخربين وعملاء لإيران يجب تصفيتهم وابادتهم . المؤسف والمثير للاسى الموقف الكردي وصمت ابناء الشعب الكردي عن المطالبة باعدام الجزارين سلطان ورشيد وكأن القضية لا تعنيهم ابدا ولم يقم هؤلاء بقصف المناطق الكردية بالاسلحة الكيمياوية وتدمير المدن والقرى بالكامل واغتصاب النساء واختطافهن وبيعهن لاحقا في ملاهي القاهرة كما ذكرت ذلك احدى الوثائق التابعة لجهاز المخابرات السابق . احد الكتاب القوميين التافهين المدافعين عن جنرالات صدام ذكر بان عمالة الشعب الكردي أعطت لصدام المبرر لقصف الشمال العراقي بالسلاح الكيمياوي وارتماء ابناء الجنوب في أحضان الايرانيين قد جعلته يجفف الاهوار ويدمر اجمل بقعة في العالم وهو امر عادي في الحروب كما يقول هذا المتملق والمنافق . بهذه العقلية الطائفية والقومية المثيرة للأسى والحزن يتم تبرير الدفاع عن القتلة المجرمين الذين يفوقون ما قام به جنرال الحرب الصربي ملاديتش الذي قتل 8000 الاف بوسني فقط بينما نجد اليوم من يمنح من قتل الملايين صكوك البراءة وشهادات الزور المجانية والرخيصة عن وداعة جنرالات ارتكبوا افعلا مشينة ومخزية تركت في قلوب وبيوت اكثر من مليون مواطن عراقي الحزن والالم والمرارة التي تشهد على فظاعة حكم نظام صدام الذي فاق اعتى الأنظمة القمعية بشاعة وظلما .
https://telegram.me/buratha