المقالات

الشرطة في خدمة الملاهي والمراقص

1517 19:53:00 2011-07-21

قيس السهلاوي

بعد سقوط النظام السابق عادت الملاهي والمراقص ومحلات بيع الخمور الاجنبية المستوردة الى منطقة الكرادة لتتورم وتنتشر باعداد كبيرة ,حيث تحول شارع ابي نؤاس الذي يحمل عنه العراقيون ذكريات جميلة وطيبة عندما كان متنفسا للعوائل البغدادية لقضاء امسيات جميلة على شواطيء دجلة الساحرة قبل ان تحظر ذلك دولة المنظمة السرية ولاسباب امنية ,حيث تحول شارع ابي نؤاس الى خراب بعد اهماله وتخريبه بشكل متعمد ,بل تحول الى شارع للمراقص والملاهي التي انشاتها اجهزة الاستخبارات وتحت اشرافها خلال سنوات الحرب العراقية الايرانية قبل ان تعود لاقفالها بعد حرب الكويت بعد ان اطلق الطاغية صدام حملته الايمانية على طريقة يزيد بن معاوية الذي قام بقتل الامام الحسين (ع) ويذهب كل عام لاداء فريضة الحج . الطاغية صدام الذي كان مشهورا بشرب الخمر وباعتراف العديد من المسؤولين الاجانب الذين زاروه اراد ان يمثل من جديد دور القائد المؤمن فقام بحظر اقامة الملاهي والمراقص في هذا الشارع الذي انشيء لغرض ترفيه العوائل وليس لغرض اقامة المراقص والملاهي لكنه وبالمقابل ازدهرت بيوت الدعارة السرية في امكان اخرى والتي كان اقارب الطاغية وكبار المسؤولين في الحزب من روادها ,حيث كانوا يمنحونها الحماية واحيانا جعلها سلطة فوق السلطة . عودة الملاهي والمراقص الى شارع ابي نؤاس لم يكن برضا اهل الكرادة المعروفين بكونهم من العوائل البغدادية العريقة وانتمائهم الى عشائر عربية معروفة بمواقفها التاريخية والسياسية المشرفة ,اضافة الى وجود الكثير من المؤسسات والمراكز الدينية المشهورة . كما ان المرجعية الدينية لديها العديد من المكاتب الممثلة لها في هذه المنطقة من العاصمة بغداد . كل هذه المؤشرات لم تمنع من قيام البعض من ضعاف النفوس من المسؤولين في وزارة الداخلية بتجاوز وتخطي هذه الحقائق وطمسها عبر منح اصحاب البارات والمراقص الرخص لاقامتها وممارسة الانشطة المبتذلة فيها ,بل وحمايتها ايضا من اية اجراءات لاغلاقها ومنعها مما اسهم في ترويج الانشطة المخلة بالحياء والاخلاق ,اضافة الى تحولها الى اوكار لممارسة الرذيلة ونشر الفساد . دخول بعض المسؤولين في وزارة الداخلية من ضباط ومنتسبين لحماية هذه الاوكار الفاسدة وارتيادها ايضا ,بل وان العديد منهم من روادها وزبائنها يلحق اساءة كبيرة الى المؤسسات الامنية ويؤكد ايضا انعدام الضوابط التي تردع وتمنع هؤلاء من تشجيع الرذيلة والفساد في منطقة تعد الاكثر اهمية في العاصمة بغداد ,اضافة الى اعطاءها انطباعا سيئا وخاطئا بان الدولة ترعى هذه الانشطة وتحميها وتقدم لها الدعم والعون والحماية وكما كان يفعل المسؤولون في النظام السابق . ان بقاء هذه الملاهي في منطقة الكرادة واستمرار المسؤولين الفاسدين في وزارة الداخلية بمنحها الدعم والعون والحماية يمثل اساءة لكل العراقيين ويؤكد ايضا الحاجة لاعادة النظر في وجودها والغائها وكذلك محاسبة المتورطين من منتسبي وزارة الداخلية في هذا الملف ,اضافة الى ضرورة اعادة الشارع الى وضعه السابق المعتاد كمكان لنزهة العوائل والمرتادين والتمتع بجمال المنطقة الأخاذ والذي دفع بشاعر العرب الاكبر المرحوم محمد مهدي الجواهري الى التغزل بنهر دجلة من خلال منظره الفاتن والاخاذ من شارع ابي نؤاس . ان زمن القمع والخوف والمحسوبيات قد ولى من دون رجعة وبالتالي فان استعادة الشارع ومنطقة الكرادة لوضعها الطبيعي السابق يعد أمرا مشروعا وحقا من حقوق اهلها وهذا لن يتم الا من خلال الغاء وجود البارات والملاهي التي تسيء الى سمعة المنطقة واهلها وكشف الغطاء عن مافيا الملاهي الموجودين في وزارة الداخلية ومحاكمتهم واحالتهم الى القضاء لاساءتهم الى شرف المهنة ولدورهم في نشر قيم الرذيلة والفحشاء والتشجيع عليها عبر منح البارات والمراقص الحماية ,فضلا عن تقاضي مبالغ مالية من اصحابها نظير القيام بهذا الدور المشبوه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك