بقلم .. رضا السيد
لا شك إن موضوع الفيدرالية هو حق طبيعي يكفله الدستور العراقي في إقامة الأقاليم . وهو من المسائل التي قد تساهم في استثمار الطاقات والموارد والإمكانات التي تتوفر في الإقليم بشكل صحيح ويساعد على زيادة مدخولات الفرد ، وبالتالي حياة أفضل . هذا قسم من الجانب الايجابي بالموضوع ، ولكن هناك جوانب سلبية ايضا اذ ممكن إن يساهم في خلق أزمات لا يمكن الخروج منها إذا ما فعُل بشكل غير صحيح ومخالف للمصلحة الوطنية أو على أسس طائفية أو عرقية أو سياسية . ففي هذه الحالة يكون ( مشروع إقامة الأقاليم ) لا يصب في مصلحة احد . وبمعنى أخر لابد في الشروع بإقامة الأقاليم إن تتوفر الظروف الملائمة والمناسبة والأرضية الصلبة والإمكانات الجيدة في تحقيق هذا المشروع والا عدا ذلك يكون مجرد عبث ليس إلا . فالفيدرالية إذن قضية دستورية وينص الدستور العراقي على إن من حق كل محافظتين أو أكثر ان تشكل فيدرالية . وهي مطبقة في العراق الان في إقليم كردستان العراق . ولأهمية هذا الموضوع كانت هناك العديد من التصريحات بين مؤيد ومعارض ولكل من هؤلاء ( المؤيدين والمعارضين ) أسبابه ..؟ وأخرها كان تصريح السيد رئيس الوزراء الذي نتمنى إن يثب على موقفه هذا ولا يدع مجالا للتدخلات المصلحية والصفقات الغير قانونية والمساومات في التدخل باستغلال موضوع الفيدرالية بشكل يسئ إلى المنظومة العراقية واللحمة الوطنية . فقد أعلن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أن الظروف غير مهيأة في العراق لإقامة فيدراليات في المناطق الغربية والجنوبية والفرات الأوسط رغم أنها حق دستوري يكفله الدستور العراقي . لذا لا احد يختلف معي إن الفدرالية يمكن لها إن تحقق التطور إذا ما استثمرت بشكلها الصحيح كما هو الحال في إقليم كردستان العراق ، ولكنها سوف تؤدي إلى تدهور كبير إذا كانت من وراء إقامتها تحقيق رغبات أو تمرير أجندات .
https://telegram.me/buratha