بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين باريء الخلائق اجمعين وأفضل الصلاة وأتم السلام على سيد الأنام حبيب إله العالمين وسيد الأنبياء والمرسلين حبيب قلوبنا أبي القاسم محمد وعلى الهداة الميامين من أهل بيته الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعداءهم من الأولين والآخرين الى قيام يوم الدين .
لازلنا في أيام المولد المبارك ولا زالت آيات التهاني ترسل لمحضر إمام العصر وصاحب الزمان (عج) فأسأل الله ان يزيد في هناءكم أخوتي الأعزة ، اخواتي الكريمات بفرج المولى وبتيسير أمره وبقضاء حاجته وبإستجابة دعاءه .
عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله وأسأله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن أحسن الأستنان بطريق المتقين . بإعتبار أننا لا زلنا في أيام المولد المبارك وبإعتبار ان أئمتنا صلوات الله عليهم قد حدثونا كثيرا عن ما يسمونه هم بعلامات الظهور وبإعتبار كثرة الأدعياء الذين يحاولون ان يتقمصوا هذه الشخصية او تلك من الشخصيات التي ذكرت بالمديح من قبل أئمة الهدى صلوات الله عليهم وبإعتبار أننا نبهنا من قبل أئمتنا (ع) بأن الأدعياء سيكثرون كلما إقترب الزمان وكلما أصبحنا على مشارف ظهور الأمام الشريف كلما أصبحنا نهدد بخروج هذا او ذاك وهو يدعي هذا المقام او ذاك . وواقعنا يشهد بأن هناك أدعياء كثر والأرضية مهيئة لأن تنتج أدعياء أكثر من ذلك .
لذلك فإن هناك ثمة أسئلة متعددة يجب ان نقف عندها وهذه الأسئلة هي ان الأئمة صلوات الله عليهم حينما تكثر هذه الفتن وحينما يكثر هؤلاء الأدعياء هل وضعوا لنا منهجا من خلال الألتزام به نستطيع ان نكتشف المدعي من الصادق ونستطيع أن نستدل به بأن حديث فلان الفلاني عن ان الظهور قريب أو ان الظهور سيتحقق في هذا الوقت او في ذلك الوقت فهل أنه صحيح ام لا ، هذا اولا خصوصا وإننا نشهد صدور مؤلفات وأحاديث تتحدث بشكل دقيق . فبعضها فضحهم الله سبحانه وتعالى والبعض الآخر تحدث بتقحم عجيب غريب وبالشكل الذي يمكن لنا أن لو تعرفنا على منهج أهل البيت عليهم السلام لعرفنا أي من هؤلاء كان صادقا وأيهم كان متقحما في أهواءه وفي أوضاعه الخاصة .
والسؤال الثاني : هل أن الأئمة عليهم السلام حينما أكثروا من الحديث عن علامات الظهور هل أن هذا الحديث جاء عبثا أو من أجل ان يقصوا علينا قصصا ستحدث في المستقبل ، أم أنهم وضعوا هذه العلامات من أجل ان نستدل على انها لو تحققت فإن إمامنا لازال في الأفق القريب ؟ .
أنا أحسب أن الأئمة عليهم السلام قد وضعوا منهجا دقيقا جدا لو تخلفنا عن بعض من مفردات هذا المنهج فإننا سنشط عن السبيل . لذلك فإن معرفة هذا المنهج من أهم القضايا بالنسبة للمؤمنين في مثل هذا الوقت . وغني عن البيان بأن الأئمة عليهم السلام ما كان لهم أن يتحدثوا بأمر يخرج عن إطار أهدافهم ومبتغياتهم في هداية الناس . لذلك حينما تحدثوا بعلامات الظهور إنما تحدثوا لكي يدلونا عليهم ولكي يعرفونا بطريقهم وبما يريدونه منا . وبسبب وجود كتابات كثيرة وما أزعم بأن الكثير مما في ثقافة الناس عن علامات الظهور هو ليس من حديث أهل البيت عليهم السلام وإنما كثير منه هو حديث المدارس الكبرى لا سيما وأن كتبا لمجموعة من مؤلفي هذه المدرسة المباركة نقلت من كتب الآخرين لكي تستدل على أن الآخرين هم أيضا يتحدثون عن الأمام (عج) ولكنهم نبهوا الى أن نقلهم لهذه الروايات إنما بعهدة هؤلاء الذين رووا ولا يتحملون وزر ما نقلوا لأنهم أرادوا أن يستدلوا على إمامة الأمام (عج) .
على سبيل المثال كتاب كالملاحم والفتن للسيد ابن طاووس (رض) وهو من أشهر ما في أيدي الناس من الكتب التي تحدثت عن علامات الظهور هذا الكتاب في غالبيته العظمى هو ليس حديث أهل البيت (ع) . والسيد ابن طاووس في هذا الكتاب نقل من مؤلفي القوم وقال في كل فصل ( أن هذا حديث العامة وأنا لا أتحمل وزر ما نقلوا ) فإن كان فيه خطأ عند ذلك هؤلاء يتحملون هذا الخطأ . وللأسف الشديد فإن ثقافتنا جاءت الى مثل هذا الكتاب والى غيره دون الأخذ بما قاله السيد ابن طاووس لذلك اعبرنا ما يوجد فيه هو حديث أهل البيت عليهم السلام بينما في الكثير من الأحيان حديث أهل البيت غريب تماما عما يوجد بين أيدينا .
أنا أعتقد ان الأئمة (ع) وضعوا خريطة زمانية ووضعوا خريطة مكانية فإن إلتزمنا بهاتين الخريطتين عند ذلك نستطيع أن نستدل على الهدى ، ولكن إن لم نلتزم بذلك فسوف نخدع .
يسأل الأمام الصادق (ع) عندما يتحدث عن الصيحة الجبرائيلية التي تحدث في ليلة القدر ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان قال أن صيحة أخرى ستعقبها وهي صيحة إبليس (لع) ، فقيل له يابن رسول الله كيف نميز بين هذه الصيحة وتلك فكان حديثه في غاية الدقة وهو موجه الينا نحن قال : يعرفه من عرف بحديثنا . الأمام قال الصيحة الاولى لجبرائيل ولتكن بعد ذلك ملايين الصيحات فعلي أن ألتزم بما قاله الأمام (ع) بأن الصيحة الأولى هي صيحة جبرائيل وتحصل في ليلة القدر فإذا ما حصلت صيحات قبل ليلة القدر أو بعد ليلة القدر فأنا غير معني بها وإنما أنا معني بصيحة ليلة القدر . في هذه الخرائط التي أشرت اليها ثمة مرحلة تختلف عن المرحلة التي تسبقها فالأئمة تحدثوا عن علامات الظهور بمراتب ، فقسم من هذه العلامات لا علاقة لها بالتمهيد المباشر ولا بالظهور المباشر . فلدينا مرحلتان مرحلة التمهيد المباشر ومرحلة الظهور المباشر .
بالنسبة الى ماقبل مرحلة التمهيد المباشر لا نهتم بها كثيرا لأنها يمكن ان تكون قد حصلت قبل مئات السنين كما يشير حديث أمير المؤمنين (ع) وحديث الأمام الصادق (ع) ( حجوا قبل أن تحجوا ، لا يكون الحج قبل أن يهدم مسجد براثا ) ، وفي زمن الراضي العباسي تم هدم المسجد ومنع الحج آنذاك بسبب الجنادي القرمطي فقد استولوا على طريق الحجاج ومنع الحج تلك السنة . ولكن هذه العلامة وأمثالها لسنا نحن المعنيون بها لأنها قد حصلت ، ولكن هناك رواية في غاية الأهمية وهي رواية الأمام الباقر (ع) يرويها جابر بن زيد الجعفي حيث يقول له ( يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك رجلا ولا يدا حتى " انتبه الى حتى لأنها أداة الأنتقال وقبل هذه الحتى أنت مكلف بأن لا تمد عينيك الى ظهور الأمام لأن الوقت لم يحن ، ولكن اذا حصلت هذه الحتى عند ذلك تكون المرحلة قد إختلفت وعليك ان تلتزم بطبيعة مستلزمات هذه المرحلة " حتى ترى علامات أذكرهن لك وما أراك تدرك ذلك ) . فأنت لن تصل الى هذه العلامات أذن الحديث ليس لجابر وإنما لي ولك وللأجيال التي ستأتي وهذه هي المعنية بمثل هذه الرواية وأسأل الله تعالى ان يجعلها محققة في أيامنا . ولكن في بداية حديثه يضع خريطة زمانية ومكانية وهذه الخريطة توصف بأنها نظاام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا يعني أن حدثا واحدا يؤدي الى سلسلة أحداث تأتي الواحدةمن بعد الأخرى . وقبل أن يحصل ذلك فكل من يحدثكم بأن الأمام (عج ) على المشارف فكذبوه ولا تبالوا ، ولكن اذا ما حصلت عند ذلك علينا أن نستعد للآتي وللمستقبل الذي يتحدث به الأمام (ع) . أول علامة يذكرها وأنا سأذكر ذلك سريعا والتفصيل يرجع فيه الى الكتب المتخصصة وأنا أزعم ان الكتب المتخصصة قليلة جدا ونادرة جدا لأن ما يوجد لدينا من كتابات كثيرة عن مسألة الظهور فيها تجهيل كبير حتى في نفس العلامات ولكن أول علامة يذكرها يذكر " إختلاف بني العباس " وبني العباس حينما يذكرون في مثل هذه المراحل لا يقصد بهم بني العباس الذين كانوا في التاريخ وإنما من يحكم في مواضع بني العباس وهذه المسألة ظنية فالحكام العرب والمسلمين هم مختلفون في كل يوم بينهم ولا نستطيع أن نقول أن هذه العلامة قد حصلت أو لم تحصل . صحيح أن تؤيدها روايات " تخلع العرب أعنتها " فهذه أيضا مسألة ظنية وليست حاسمة . ويقول العلامة الثانية " نداء من السماء " وبعض المؤلفين توهم ويوقول أنها صيحة جبرائيل (ع) بينما صيحة جبرائيل تحصل بعد السفياني (لع) ، وهذه لم يتحدث الأمام عن ظهور السفياني بعد . عندئذ هذا النداء علينا أن نتوقع له صياغة مختلفة وعندما نفتش في الروايات يقول ( صوت على سور دمشق ويل للعرب من شر قد إقترب ) . وعلى سور دمشق يعني على حدود دمشق ، وقوله ويل للعرب يعني أن المتحدث ليس بعربي ، وقوله من شر قد إقترب يعني تهديد بالغ الشدة بأن حدث سوف يحصل . وبعد ذلك مباشرة يقول ( صوت في شهر رمضان يأتي بالفتح ) ، فالتهديدات كثيرة والمواقف الشديدة كثيرة ولكنها غير حاسمة ولا نعرف متى تحصل . وهنا حينما يقول يأتي بالفتح فهذا الصوت هو المميز والفتح لمن ؟ ، الفتح لمن يعرف الروايات . وعندما تسأل هذا الصوت في رمضان كيف يحصل يقول الأمام (ع) ( يصعق مئة الف ) وقال " يصعق " ولم يقل " يقتل أو يموت " ، والمئة ألف ليس بالرقم القليل اذن فهذا الشر الذي أقترب له معنى ملاصق الى طبيعة " يصعق مئة ألف " والصعق هو نزول شيء من السماء وعندئذ لا يمكن أن يكون كما توهم البعض بحدوث زلزلة أو خسف فهو يقول " يصعق " والصاعقة إما أن تأتي من الأعلى أو من الجنبات ولا تأتي من الأسفل . عندما يأتي الصوت يصعق مئة الف يكون رحمة للمؤمنين اذن فإن هؤلاء المئة ألف ليسوا من المؤمنين . وعندما نفتش نجد في روايات أهل السنة والشيعة يتفقون على رجفة ، صعقة ، رجفة ، صيحة ، فزعة تحصل في منطقة " حرستا " وحرستا المنطقة الشامية المعروفة وهذا بإتفاق الطرفين وسبحان الله العلامات الممهدة هي مورد إتفاق الطرفين ولكن العلامات الأخرى ليست كذلك . في تعبير الروايات بعض الرواة يقول " هاد من السماء يصعق مئة ألف " وفي تعبير أمير المؤمنين (ع) " هدة ، رجفة " والهدة عادة تأتي من الأعلى الى الأسفل لذلك فالعلامة الثالثة تتحدث عن نزول شيء من السماء ، والسماء ليست السماء التي نتحدث عنها بعالم الملكوت ، وإنما هذه السماء هي التي تلاعب بها البشر وأصبح ساحة لأحقاد الدول ولغضبهم ولحنقهم من بعضهم على البعض الآخر . والصاعقة قطعا لا تحقق هذا الشيء فالصاعقة تقتل عشرة أو عشرين أو مئة والغريب هنا أن الرسول (ص) يتحدث عن ذلك وطبعا حديث أهل البيت يقول في رمضان ، وحديث روايات العامة تؤكد بأن هذا الحدث يحصل في 15 من رمضان ، وحديث الرسول (ص) يقول ( فإذا سمعتم الصوت فسدوا الكوى وغلقوا الأبواب وتدثروا وباطن الأرض خير من ظاهرها ) .
هنا الحديث في ذلك الوقت كان يمكن أن يفسر بطريقة مختلفة ، أما صعق ولا يتحدث عن الموت والهلاك يعني أنها أداة قتل من خلال الصعق وهذا الصعق هو صعق كهربائي أم صعق تيار أم صعق أشعة فالصعق عادة هو الموجة التي لا ترى فالكهرباء لا نراها ولكننا نرى آثارها . لذلك عندما يتحدث هنا ويقول " سدوا الأبواب وغلقوا الكوى يعني النوافذ ، تدثروا " وسبحان الله حينما وقع التسونامي في اليابان كانت تعليمات وزارة البيئة اليابانية دقيقة جدا في هذه القضية بالضبط كما تحدث الرسول (ص) فكانوا ينادون بالناس أن لا تتعرضوا الى الأشعة النووية الصادرة من المحطة لذلك سدوا أبوابكم وغلقوا النوافذ وكل المنافذ على الفضاء الخارجي سدوها ، وتدثروا اذا كنت خارج البيت فيقول لك تدثر ، وباطن الأرض يعني النزول الى السراديب والملاجيء . هذه اذا حصلت وهي من النوادر في ذلك الوقت يكون معناها بالنسبة لنا واضح حينما يقول " يأتي بالفتح " فالأنسان يستطيع أن يبدأ ويؤرخ .
ويقول رايتان تتصارعان في الشام ، وهنا يقول أمير المؤمنين (ع) يقول " اذا اختلف الجيشان أو اذا اختلف الرمحان بروايتان فتوقعوا هدة في حرستا فإذا وقعت يصعق فيها مئة ألف ، ثم خسف بالجابية والجابية منطقة في الشام مقابل سوق الحميدية وسوق مدحت باشا ، وسقوط جانب من مسجد دمشق يعني المسجد الأموي " . فعندما تحصل رجفة على هذا المستوى والتي بتعبيرنا ربما هو عبارة عن شيء نووي يحصل عند ذلك حصول الخسف في الجابية يأتي مستتبع لذلك وسقوط جزء من المسجد الأموي ليس بالأمر الصعب ولكنها علامات زمانية ومكانية فإذا جاءت الأمور كذلك فعليك أن تلتزم . عند ذلك يقول امير المؤمنين (ع) " فتوقعوا مجيء أصحاب الرايات الصفراء من المغرب " والمغرب مغرب دمشق وليس بلاد الغرب وعلينا ان نفتش عن رايات صفراء تأتي الى الشام لنجدة الشام وحكم الشام في طبيعة ما هم فيه من الأعتداء الذي يحصل .
بعد ذلك تحصل ثلاث قضايا دالة في غاية الأهمية وأنا أتأمل ان تحفظوها لأنكم ستفاجئون بسرعة الأحداث وأدعياء كثر لذلك فإن هذه الخريطة قد تتحقق غدا أو ربما بعد سنوات أو ربما بعد عشرات السنين فالله أعلم ولكن علينا ان نقرأ الأحداث وننتظر . ثم يقول " ومارقة من جهة الترك " والمارقة يعني الخارجين يعني ليس من داخل تركيا وإنما مجموعة في بلاد الشام تمرق عن حكم الشام ولكن موقعها من ناحية الترك يعني على الحدود التركية . وهذا الحدث هو الذي سيؤدي الى الحدث الذي يأتي بعده مباشرة " ونزول الترك الجزيرة " والجزيرة منطقة تمتد من نهر دجلة الى نهر الخابور الى نهر الفرات يعني المنطقة الواقعة ما بين جنوب الموصل وشمال الأنبار الى مشارف مدينة الرقة في سوريا يعني الحدود العراقية السورية هي منطقة الجزيرة وفي الشام كان هناك محافظة تسمى محافظة الجزيرة وهي المقصودة بنزول الترك في الجزيرة . اذن المارقة من ناحية الترك لن يكونوا الا الأكراد في شمال سوريا وهم على حدود تركيا في محافظتي القامشلي والحسكة وعندئذ تكون الصورة واضحة .
" ومارقة من الروم تنزل في الرملة " والرملة رملة فلسطين . بشكل طبيعي عندما تحصل ضربة نووية الى الشام فالجهة الموجهة لها على سور دمشق هي اسرائيل وهذا واضح جدا ، ولكن اسرائيل عندما تحصل التداعيات وينزل أصحاب الرايات الصفر بدباباتهم " بالبراذين الشهباء " والبراذين تعني الدواب ، والشهباء المخذمة مثل الكتيبة الشهباء يعني انها اذا كانت مدججة بالسلاح أو التي تلقي الشهب يعني تلقي النار . بعضهم يقول أنهم يأتون بخيولهم وأنا أتعجب من قولهم بينما هنا الرواية تشير أن هذه البراذين تلقي النار يعني الدبابات والمدرعات . أيا ما يكن فهذه صور تقريبية ولكن الذي يحصل قبل خروج " وهرج في الروم " أي أن إختلافا شديدا يقع بين الغربيين فهل يكون بين الأوربيين والأمريكيين أم الأوربيون فيما بينهم فالروم مصطلح يشمل تلك المناطق وعندما يحصل هذا الأمر فبشكل طبيعي عندما تحصل ضربة بهذا الحجم قطعا فإن بعض البلدان الأوربية لديها مصالح في هذا البلد وقسم منها ليس لديها خبر واخرى لديها خبر فبشكل طبيعي يحص هذا الهرج وفي بعض الروايات " ومرج في الروم " وأعتقد أنها مصحفة ولكن اذا تحققت يعني القتال بينهم .
عندما يحصل نزول الأمريكيين في داخل منطقة الرملة وهي " من ميناء اشدود وجنوب تل ابيب " في ذلك الوقت يقول " فتوقعوا خروج السفياني " . هنا ستكون لدينا ثلاث رايات " راية إسمها الأبقع ، وراية اسمها الأصهب ، وراية أسمها السفياني " . السفياني خريطته معروفة فالروايات تشير فعندما نقول خريطة زمانية تأمل في حديث الأئمة (ع) يقول " بين أول خروج السفياني وبين ظهور الأمام (ع) حمل ناقة " يعني خمسة عشر شهرا . فأنا عندما تحصل هذه الأحداث وعندما يقول لي " صوت في الشام يأتي بالفتح " يعني أن رجب الذي يلي شهر رمضان يشهد خروج هذا اللعين السفياني . والسفياني بينه وبين الأمام خمسة عشر شهرا ، ستة أشهر يقضيها للسيطرة على محافظات الشام والتي نتيجة الصراع ونتيجة خراب الشام سوف تتفكك الدولة . ثم مقدار من الزمن سوف يقضيه في معركة مع الأتراك في منطقة تسمى " قرقيسيا " وقرقيسيا في الروايات للأسف بعض المحققين والشراح وقع في خطأ فبعض الروايات تقول ان المعركة تقع في منطقة " البصيرة " ولكنه حذف الياء وقال انها زائدة وقال تقع هذه المعركة في البصرة . والبصيرة هي نفس قرقيسيا التاريخية وهي في محافظة دير الزور وتبعد عنها 42 كيلومتر عن دير الزور بإتجاه " البو كمال " يعني بالضبط في مصب نهر الخابور في نهر الفرات . والعجيب هنا أن الروايات تقول " حتى تشرب خيل الترك من الفرات " . وأول نقطة اذا نزل الأتراك الى الجزيرو فأول منطقة يلتقون فيها بالفرات اذا نزل الأتراك بإتجاه الجزيرة هي هذه النقطة . ويتحدث الأئمة عن قرقيسيا فيقولون " ومأدبة يعقدها الله لوحوش الأرض وطيور السماء على مئة ألف من الجبارين " . وأطراف المعركة ثلاثة هم ( السفياني ، الأتراك ، بني قيس ) ، وبني قيس هم العشائر الموجودة في منطقة الجزيرة عموما بما فيها المناطق العراقية والذين هم عشائر الجبور . ومعركة قرقيسيا ينتصر فيها هذا اللعين ثم يأتي الى الأنبار وإلى تكريت وتكون معركة شديدة جدا تستمر لمدة شهرين . ومضمون حديث الأمام الصادق هو ( ألا ان هذا الفاسق لو خرج لكنتم بمأمن منه لمدة شهر أو شهرين ) . وهنا تأتي رواية اسمها رواية عوف السلمي رجل من الجزيرة مقره أو مأواه في تكريت فحاكم تكريت آنذاك هو عوف ، وعوف السلمي و عثمان بن عنبسة وشعيب بن صالح واليماني والأبقع كلها اسماء كنائية وليست اسماء حقيقية وهذه رموز لأسماء وعليك أن تفكك هذه الرموز فليس السفياني اسمه بالضبط عثمان ابن عنبسة . المهم فإن عوف السلمي وبني سلمة هم " الجبور " وهو شخص يمكن أن يكون حاكم لمنطقة تكريت وتكون تكريت لها كيان أشبه بالمستقل بحيث تحارب بنفسها هي والأنبار وحينما تحصل المعركة وبتعبير الأمام الصادق (ع) يلقى عليه القبض ويقتل في دمشق . وبعد ذلك تكون للسفياني معركة بين الدجيل وعقرقوف وهي يثرب وبلد والزيدان يعني مناطق عشيرة زوبع وما يليها وربما هي امتداد لمعارك بني قيس التي يمكن أن تشمل الضلوعية والأسحاقي وبقية تلك المناطق .
ثم يأتي الى بغداد وفي تعبير بغداد نجد الروايات مبهمة ومختلفة وأهل البيت لا يتحدثون كثيرا عن هذه القضية ولكن ما يتفقون عليه من روايات أهل البيت (ع) وروايات العامة أنه سوف يذبح ثلاثمائة كبش يعني ثلاثمائة قائد . أيضا ما يتفق عليه انهم يشخصون ثلاثة أسماء ( البقعة الخبثة ، الزوراء ، المدينة الملعونة ) وهي ثلاث مناطق او ثلاثة أسماء لمنطقة واحدة وفي بعض روايات أهل البيت (ع) تقول أن يقع فيها ثلاثة آلاف قتيل وروايات العامة في حدها الأكثر تصل الى مئة وعشرين ألف قتيل وبعضها سبعين ألف قتيل . أيا ما يكن فالمدينة الملعونة أو البقعة الخبيثة أو الزوراء في تعبير الرواية يقول " حتى يمر المار على الزوراء فيقول ها هنا كانت الزوراء " يعني أنها تبقى أثر بعد عين . وقطعا فعندما يقول ثلاثة آلاف أو مئة وعشرين ألف قتيل على روايات العامة لا يمكن ان نقول هي بغداد ، فبغداد بملايينها لا يمكن أن نقول أن الحديث يشمل بغداد وإنما هي منطقة توصف باللعنة من قبل الناس وتكون مبغوضة من قبلهم تسمى بالزوراء وهي التي تستهدف وفيها قيادات وفيها ما يمكن أن يسمى بثلاثمائة كبش يعني ثلاثمائة قائد من قوات الدولة آنذاك .
ثم يذهب الى الكوفة والفتنة في الكوفة على مرحلتين ، المرحلة الأولى في داخل النجف ، والمرحلة الثانية في سواد الكوفة حينما تأتي العشائر لكي تنتقم لما جرى في النجف . بعد ذلك عندما ياتي الى بغداد تتحرك رايتا هدى داخل العراق هما ( راية اليماني وراية الخراساني التي يقودها شعيب بن صالح والذي سيصبح بعد ذلك قائد قوات الأمام "عج" ) . وما يميز اليماني والخراساني هو أن الخراساني يأتي من جهة المشرق بينما اليماني يأتي ومعه نفر من أهل البصرة ، والبصرة يقصد بها المناطق الجنوبية وليس البصرة الحالية فنحن نأخذ التسميات التاريخية . هؤلاء هم الذين سينتقمون من جيش السفياني والميزة التي أريد أن أركز عليها هنا لأن بعض المضلين بدأ يستغل المنصب الرفيع في الروايات لليماني الموعود ( ولا يوجد أهدى من راية اليماني _ لا يجوز الألتواء عليه _ يدعو الى صاحبكم وهو على صراط مستقيم ) ، كل هذه الأوصاف أغرت البعض وبدأ يحمل هذا الأسم والميزة البسيطة جدا وانا انبه الناس هي أن الأئمة يقولون ( إن اليماني لا يدعو الى نفسه ) . اذن كل من يقول أنا ويدعو الى نفسه يجب أن يعزل جانبا فدعوة اليماني وهي الدعوة الوحيدة أنه يدعو الى الأمام (عج ) ولا توجد أي شائبة في رغبته في نصرة الأمام وهو الشخص الذي يعين لا يعين اليوم او غدا بل لا يعين إلا بعد خرج السفياني فعندما يتبين السفياني وخروجه الى العراق يتبين من هو اليماني ومن هو الخراساني . لذلك فإن تلك الأحاديث التي تشخص ان فلان هو فلان وفلان هو فلان فهذه أحاديث لا قيمة لها ولا إعتبار وقد حددت لكم الخريطة زمانا ومكانا . والسفياني يقضي في الكوفة في أعلى الأحوال وأكثر الروايات ثلاثة اسابيع وهزيمته المنكرة ستكون في ضواحي بغداد على بعد ليلتين من الكوفة حتى لا يبقى منه مخبر .
هذا المسار وعليك أن تلتزم به وتحفظه ومتى ما رايت الأمور مشت بهذه الطريقة فقل هذا وأكثر من ذلك يكون الحديث بلا فائدة ولا يؤدي الى ثمر وتبقى الأستعدادت استعدادات النصرة . هنا يخاطب الأمام الصادق سدير الصيرفي ( يا سدير إلزم الأرض ولا تحرك ساكنا حتى يخرج السفياني فإذا خرج فأنهض الينا ) وبتعبير رواية أبوبكر الحضرمي هل أأتي مع السلاح فيقول له الأمام نعم مع السلاح . وهذا يعني أن الفترة مابين الخمسة عشر شهر هذه فترة الأستعداد للذين هم خارج مناطق النصرة ، " فأتوا الينا " في ذلك الوقت الأمام لم يخرج بعد لذلك فإن مناطق النصرة هي الرايتان راية اليماني وراية الخراساني . فهؤلاء مناطقهم هي مناطق النصرة والواحد منا يستعد ويتهيئ بأي طريقة فهنا أختصر كلامي وأقول ان الأئمة لم يكونوا عابثين حينما تحدثوا بالروايات والروايات يعتاش عليها الكثير من العابثين وما يوجد بين أيدي الناس من روايات الظهور الكثير منها غير صحيح أو غير دقيق أو لم يفسر بشكل دقيق والخريطة التي تتبعوها هي هذه فأول القضايا هي خراب الشام لذلك بتعبير الأمام الصادق (ع) ( الفرج كل الفرج في خراب الشام ) فإذا حدث خراب في الصين أو خراب في الدولة الفلانية فهذا لا يهمنا ، والعلامة الدالة هي خراب الشام وأكثر من ذلك ليس الحديث الصحيح .
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلكم ممن أحسن فهم روايات أهل البيت (ع) وأن يجعل قلوبنا خالصة للأمام (عج) وأن يجعلنا ممن حظي بكرامة التمهيد له والأستعداد لما لديه وأسأل الله ان يحرمنا وإياكم من رؤية تلك الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة وأبتهل الى العلي القدير أن يديم لنا عز مراجعنا العظام وعلماءنا الأعلام لا سيما إمامنا المفدى السيد السيستاني وأسأل الله أن يحفظكم أخواني الأعزة وينأى بكم عن كل مكروه ويذود عنكم كل أذى .
من الوكالة:
بسبب دقة الموضوع نأمل من الأخوة ان يرجعوا إلى النص الصوتي الموجود في الرابط التالي وهو المعتمد من قبل مكتب سماحة الشيخ الصغير
http://www.sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=451
https://telegram.me/buratha