المقالات

النخبة والشعب ... لكل معركته /

871 11:11:00 2011-07-23

حافظ آل بشارة

مازالت النخبة السياسية العراقية غاطسة في مستنقع الخلافات ، يمكن للمواطن ان يحترم الخلافات النبيلة المنشأ والغاية ويشارك في حلها ، يعتقد الجمهور ان التدافع الراهن بين الساسة يفتقر غالبا للنبل وبعضه يبدو متدني الدوافع ، حتى ان كثيرا من الناس يقولون بأن الساسة الحاليين في البلد ظهروا دائما وكأنهم اقل وقارا وحكمة واخلاصا وقوة شخصية من الساسة القدامى الذين اسسوا الدولة العراقية من بعد ثورة العشرين وحتى خواتيم العهد القاسمي . كانت تلك تجربة متصلة فيها اندماج بين العسكر والاكاديميين افرزت مسارا اقرب الى الديمقراطية ، اما التجربة الحالية فقد تكشف محنة جيل عراقي يحاول بلورة تجربة ديمقراطية بكل احتياجاتها الفكرية والادارية والسياسية ، الصحفي العراقي يواجه صعوبة في الكتابة عن بلده راهنا ويعاني من فقدان المشروع او الاطار الاديولوجي اللازم لرسالته ، فالاعلام والكتابة السياسية يتأثران بالمشروع ومعالمه ، تخبط الساسة ينتج تخبطا اعلاميا ، سبب الاختلاف الحالي بينهم هو الفشل في اقتسام المغانم ، اطراف تشعر بالمظلومية واخرى تشعر بالخوف من فقدان ما كسبت وثالثة تتمنى تساقط الخصمين لتخلو لها الساحة ، الانغماس في الاختلاف عزل النخبة عن المجتمع ، اصبح لكل فريق اهتماماته ومعاركه ، الساسة يخجلون من القول بصراحة انهم داخلون في معركة صراع على السلطة التي جعلت خليفة تأريخيا يقول لابنه بصراحة نادرة : ( الملك عقيم ولو نازعتني لاخذت الذي فيه عيناك ) ، وخجلهم ممدوح لكنه حملهم على ابتكار ذرائع لتغطية اسباب الصراع فاستخدموا ملفات كبيرة وخطيرة وفيها الكثير من المثالية والسمو مثل : الفدرالية وهل هي تقسيم ام توحيد ؟ الترشيق الوزاري وقضية حفظ العدالة في تقسيم الحصص كقيمة اخلاقية مقدسة جدا ! القضاء العراقي واستقلاله ومنع تسييسه لضمان مبدأ االفصل بين السلطات ، احكام الاعدام وتوقيع الرئيس وعدم توقيعه ، رحيل القوات الاجنبية وصيانة الاستقلال الوطني ، هذه القضايا الكبيرة وغيرها تحدث حولها معارك خطابية بدون اي تغيير على الأرض لانها ملفات للضغط المتبادل فحسب ، لذا اصبح خطاب المتنافسين يمتلئ بهذه الموضوعات الخطيرة ، فيما ابتعدت اهتمامات الشارع لتسجل امورا اخرى مثل : فقدان الأمن ، البطالة ، ازمة السكن ، فقدان الخدمات ، استفحال الفساد ، الفوضى في كل مكان . العراق يراوح منذ رحيل النظام السابق ، مهما كان المشروع السياسي في هذا البلد فهو وسيلة وليس غاية ، وتشكيل الحكومة خطوة في الطريق ، مع مضي الزمن تصبح عملية اقتسام الارباح بين الساسة اصعب وتتسع الهوة مع الشعب ، اذا استمر التباعد سيصبح استبدال احد الفريقين واجبا منطقيا فأما ان تستبدل النخبة السياسية او يستبدل الشعب ، وقد يرجح الاحتمال الثاني جريا على سنة الحكام العرب وهم يتمنون هذه الايام استبدال شعوبهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حسنين النجفي
2011-07-24
على ما اعتقد هو(وقد يرجح الاحتمال الثاني جريا على سنة الحكام العرب وهم يتمنون هذه الايام استبدال شعوبهم .) واغراقهم بالفساد الكلي ليتسنى لهم البقاء في ممالكهم وجمهورياتهم الملكيه ولكن يبقى لدي سؤال ماهو دور رجال الدين والمرجعيه الطاهره وماهو دور الاباء والامهات في تربية الجيل الجديد وهل (مايقومون به من تربية اتركهم وشانهم افضل ام ام شارك للتغيير الاصح ايهما) افضل يا استاذنا العزيز وهل العزلة عن الساسة افضل ام الاختلاط بهم افضل للسير الى الهاويه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك