المقالات

مرة اخرى ...

696 15:36:00 2011-07-23

احمد عبد الرحمن

 كتبنا في وقت سابق انه "لعل واحدة من ابرز واخطر تلك السلوكيات والممارسات والثقافات، السعي المحموم وراء المواقع والمناصب والامتيازات والحرص على نيلها بأي ثمن، ومن ثم الحرص بدرجة اكبر على التشبث بها وعدم التفريط بها تحت أي ظرف من الظروف، ومهما كانت الاسباب والدواعي والمبررات".وعبارة "لعل واحدة.." يعني وجود مظاهر وسلوكيات وممارسات خاطئة ومنحرفة اخرى في بنية الدولة العراقية وفي مجمل المنظومة الاجتماعية انسحبت اثارها السلبية على الواقع العام ، لتزيد الامور تعقيدا وسوءا بدلا من ايجاد افاق وفضاءات لتحقيق انفراجات ومعالجات وحلول لابد منها اذا اريد لهذا البلد ان ينهض من كبواته ، وهذه المظاهر والسلوكيات والممارسات تعد بعضها من تركة العهد البائد، وبعضها الاخر نتاج سياقات واجراءات غير صحيحة.والخطير في الامر هو انها ليست بعيدة كل البعد عن ضرورات ومتطلبات التحول الديمقراطي الحاصل في العراق بأبعاده المختلفة، وانما هي تمثل عناصر وعوامل مساعدة الى حد كبير على التراجع والنكوص، وفقدان الثقة، واتساع مساحات الاستياء والتذمر والغضب والاحباط الشعبي لدى فئات وشرائح اجتماعية عديدة، مازالت لم تستشعر حتى الان ثمار ونتائج التغيير الذي حصل في العراق، بسبب عدم حصول تبدل يعتد به في واقعها الحياتي، وهذه الفئات والشرائح تمثل اغلبية في المجتمع العراقي، في مقابل حصول تبدل -او انقلاب جذري-في الواقع الحياتي لنخب محددة تمثل اقلية من المجموع العام للمجتمع.ومثلما ان بقاء غالبية ابناء الشعب العراقي يعانون من كم غير قليل من المشاكل والازمات، يعد امر غير صحيحا، ونتاج سياسات ومنهجيات خاطئة، فأن تمتع اقلية منه بأمتيازات يمكن وصفها بالخيالية يعد هو الاخر غير صحيحا، ونتاج ذات السياسات والمنهجيات الخاطئة.والاستغلال السيء للسلطة والنفوذ بمعناه الواسع والعريض هو مايلخص حقيقة الازمة ، والخلل الفاضح في بنية الدولة العراقية الجديدة-المعاصرة.وهذا الاستغلال يفتح مسالك ومسارات منحرفة، على صعيد وضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب، ونهب الموارد والثروات العامة بطرق ووسائل شتى، واستشراء المحسوبية والمنسوبية، وتفشي الفساد الاخلاقي الى جانب الفساد الاداري والمالي، والاهتمام بالشكليات ومظاهر البهرجة واهمال الجوهر والمضمون.وهكذا.وهذه كلها لايمكن ان توصل الى اية نتائج ايجابية، بل من المؤكد ان تجلب اكبر واخطر الكوارث ان لم يصار الى احتوائها والقضاء عليها بأسرع وقت.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك