حميد الموسوي
الحرب تولد حرباً، وربما تولد حروباً، "وستر الله على حرب الجيوش" التي يشعل فتيلها قرار اهوج، وتؤجج لهبها مشورة المتملقين والمتزلفين "اللوكية" واصحاب المنافع المرتبطة بالسلطة ووعاظ السلاطين، وفرسان الاوامر. حرب الجيوش هذه تتوقف بشكل او بآخر وخاصة اذا وصلت الامور لدرجة تشكل خطراً على كرسي السلطان، ولتذهب كل الارواح التي ازهقت والامهات اللواتي ثكلن والنساء اللواتي ترملن والاطفال الذين تيتموا مع الريح وان كانت ماكنة السلطان الاعلامية ستضع جميع الارواح في جنان الخلد وفي علّيين وتوفر للارامل والايتام جناناً من نوع اخر قوامها حاويات النفايات في الداخل ودور ومحلات الرذيلة في الخارج. اما الحروب والمصائب والويلات التي تلدها تلك الحرب "فمقدور عليها" حسب تصور المستشارين والوعاظ. وغير حرب الارهارب والجريمة المنظمة لعصابات السلب والنهب والخطف والسطو. وغير حرب الاختلاس والفساد والافساد الاداري والمالي والاخلاقي.وغير حرب التهجير والتشريد والاستحواذ.. وغير حرب دعاوى الملكية والارث وتغيير الطوبوغرافيا للمدن والمكونات الاجتماعية. وسيطرة المجاميع المسلحة.. وضياع الامن والنظام والقانون.. نتائج كارثية وحروب وليدة افرزتها تداعيات حرب ساقها قرار نزق وتسبب باشعالها مزاج مريض. ومن بين هذه الظواهر "الحروب الوليدة او الجانبية" حرب التزوير، هذه الظاهرة تفشت بشكل مرعب فلم تترك حقلاً الاّ وشوهته، ولازاوية الاّ وعششت فيها، ولا شهادة الاّ وجعلتها مثار شك، ولاادعاءً الا واحاطته بالريبة -ولا حقّاً الا وطوقته بالظنون وكيف لا نلجأ للتشكيك والحذر والريبة والظن، ونحن نشهد ونسمع ونرى بين يوم واخر ظهور الوف حالات التزوير في مشاريع الرعاية الاجتماعية. عشرات الالوف من عوائل غنية تتقاضى رواتب الرعاية.. عشرات الالوف من البطاقات التموينية لعوائل وهمية.. عشرات الالوف لعوائل مهجرة تلفيقاً.. الوف الشهادات الجامعية تشغل مناصب افتراءً وتحايلاً الوف مؤلفة من ضعاف النفوس استولوا على اراضي ومباني الملك العام بعد تأجير بيوتهم وتحويلها الى عمارات.. الوف معاملات البيع والشراء للعقارات والسيارات غير السليمة.. واجازات الاستيراد والتصدير.. وهويات الاحوال المدينة واجازات السوق المرورية. وتزوير العلامات التجارية للسلع والمنتجات الصناعية والزراعية والغذائية والدوائية وتزوير الاسماء.. والاعمار وخراب الديار.. هذه الحرب الوليدة من الخطورة بمكان بحيث يلزم الدولة مكافحتها بجهاز قضائي خاص، وعقوبات رادعة حازمة. والزام كافة الدوائر بالمطالبة بصحة صدور لاي وثيقة رسمية قبل ان تباع دورنا وسياراتنا واسماؤنا ونحن نائمون ولو اننا لا نملك دوراً ولا بايسكلات اصلاً. "عاد خل نسلم على أسامينا"
https://telegram.me/buratha