حسن البحراني
لااستطيع ان انكر انها قد قطعت شوطا الى الامام ولكن لااجزم انها لم تتراجع اميالا الى الوراء !
استطيع القول انها شاركت في البلديات وقاطعت النيابية ثم شاركت وشاركت في النيابية واخيرا في "الحوارية"! ولكن لا استطيع عدم الجزم ان "الميثاق" لم يكن تكريسه من نتاجها !
واليوم وفي المواعيد المحددة تعقد الوفاق مؤتمراتها ومهرجاناتها الاستعراضية البحتة بعد مرور عدة سنوات على تشكيلها وهي بحق ـ والحق يقال! ـ تمكنت من انجاز "اثبات الوجود" ومن بث كوادرها والكوادر المنتمية سياسيا لها وفكريا لغيرها في المجتمع ومؤسساته المختلفة ‘ والتمسك بخطاب الديبلوماسية المرنة والذي ميزها عن غيرها في قدرتها على التعاطي ببرجماتية مذبذبة مع الواقع السياسي وهزاته اين منها برجماتية رفسنجاني وخاتمي وحتى مستر اوباما ابوعلي !
وقد لا تكون "المهرجانات" بحد ذاتها حدثا الا انه لاشك سوف تدخل ضمن "الانجازات" التي تنال شرف الذكر في الفترة القادمة وسوف تطال نتائجها مستقبل "الجمعية" ‘ وبالطبع ان هناك ثمة "اجندة" قد تكون غائبة من طاولة البحث ومن ساحات المهرجانات العبثية وقد تكون حاضرة وخاصة ما يتعلق بموضوع "الثورة" و"الانتفاضة" او "الملكية الدستورية" ـ الحلم الوفاقي ـ التي غدت هاجسا تؤرق القائمين عليها خاصة وان مفردة الثورة قد تكون "دخيلة" على ادبيات الوفاق الداخلة بقوة في مشروع (جلالة الملك) "الاصلاحي الذي لم يكن الا "مزحة" من النوع الثقيل وقد كانت "كذبة" الا ان الجمع لايستطيع ان يشير اليها بالبنان سوى "الملاطفة" و "المجاملة" ومحاولة تلميع لبعض الوجوه التي مازالت تكسوها تجاعيد النفاق والمكر والحيلة .
مراجعة الوفاق لمواقفها والانتكاسات والسلبيات والاخطاء التي لا تستطيع الجهر بها يجب ان تحظى بالاولوية في اجندة الوفاق بعد الانسحاب غير الواضح من منتدى خليفة وحمد الحواري والابتعاد عن الاطراء المبالغ والتبجيل المزايد واخضاع تجربة "الخمسة" اشهر الماضية للتقييم المتزن والقراءة العلمية بعيدا عن هوس "الكثرة" وضجيج "الحضرة" .
نستطيع القول ان الجماهير كانت هي المعطاءة ومازالت وهي الطليعة في المواقف والافكار وحتى التطلعات دونها تطلعاتنا ‘ وقد قدمت تضحيات جليلة في كل شيئ واهمها في سمعتها من اجل الحفاظ على اليسير من المكتسبات المتبقية ومن اجل منع العودة الى ما قبل 14 فبراير وعدم الخضوع لابتزاز الدولة وصحافة العصابة . ..
ونحن نثمن لها مواقفها في مهرجاناتها الاستعراضية والتي عقدت فيها العزم على الوقوف في وجه "الثورة" والاكتفاء بملكية غير محققة يحاول البعض تسويقها لفرض مشاريع قادمة خطيرة يكون شعار اسقاط النظام من الماضي وذلك لخنق الحريات وفرض قانون "السلامة الوطنية" ! على الشعب كمقدمة لايجاد واقع سياسي يتماشى مع سخافة حمد و سلمان وخليفة وطغمتهم الفاسدة يسلب فيه الضعيف حقه ويستهتر فيه القوي بكل القيم والمقدسات.
حذاري حذاري ان تتحول المهرجات والانسحابات غير "المنسحبة"! ان "وفقت" ان تستمر في الانعقاد بموافقة رسمية وحظوة ملكية في العراء الى ساحة التعرية فحينها لا نستطيع الا القول انها فعلا جاءت في العراء ّ !ولابد من الاشارة الى الوفاق مهما اختلفنا مفعها فهي ثمرة نضال هذا الشعب وجزء منه .. نتمنى لها التوفيق والنجاح ونامل ان تكون مهرجاناتهم هذه جسرا يقربهم اكثر الى اقرانهم وارحامهم ويوصلهم الى قناعة كاملة ان الساحة بحاجة الى تضافر الجهود والاستعانة بخبرات القوى الخيرة في المجالات المختلفة ـ وهي كذلك ـ والخروج من مازق الذي اوقعهم فيه مشروع المذعور حمد والوقوف بحزم امام كل المحاولات التي ترمي النيل من حقوق هذا "الشعب" وعبر استراتيجية مغايرة ومنسجمة مع واقع ما بعد ثورة 14 فبراير وواقع ما بعد دخول الغزاة وحالة الطوارئ .
ولا بد ان تتعاطى مع ثوابت الوضع الاجتماعي والسياسي بحكمة واعتدال وانصاف دون الانجرار الى المواقف العاطفية او حتى الحزبية وتمد يدها من موقع "ذوي الارحام" بلا منة الى كل الشرفاء والمجاهدين والمؤمنين وتضعهم في مرتبة واحدة كنفسها! ‘ فهذا اجدى لها ولمستقبلها السياسي وحتى الجماهيري.
فلا تكتفي باعطاء مهرجاناتها طابعا اعلاميا ودعائيا او جولة لاستعراض ظاهري سقطت في ظلها الارقام ! فهذا الامر قد يكون له مردود قصير وعلى المدى المحدود ولكن على المدى البعيد قد تخسر الكثير ما لم تضم الى جعبتها تجارب الماضين ومخزون الباقين !
فهي ليست بالمارد الذي خرج من القمقم حصرا بل لغيرها الشرف ذاته وقد يكون "المارد" الذي تمثله هي يعود الى قمقمه ثانية ما لم تتدارك الاخطاء والهفوات الماضية وتبدأ بمسيرة جديدة تأخذ في الاعتبار حقائق لم تكن التفتت اليها في السابق ‘ واليوم وهي في موقع لا يحسد عليه بفعل الكثير من العوامل والعديد من التراكمات السياسية وحتى الاجتماعية حاجتها الى التفكير المنهجي والحزم السياسي وتقييم علمي ودقيق للانتكاسات السابقة امر مفصلي يحدد مصيرها ومستقبلها قبل فوات الاوان ..
فنحن لسنا في موقع الضد او الند لها بل هي من دمنا ولحمنا حالها حال بقية المكونات السياسية التي هي بدورها في حاجة ماسة الى الانطلاق والتجديد والتقييم .
https://telegram.me/buratha