محمدعلي الدليمي
ربما سيعتبر البعض أن موقف سماحة السيد عمار الحكيم اتجاه رفض ما يخطط أليه البعض من جر شبابنا والأقل عمرا منهم من المراهقين ، ضمن خانة محاربة الحريات أو تقيد الحريات الشخصية،ولم يتذكر أصحاب هذه الأصوات النشاز في المجتمع أن الجريمة استفحله وانتشرت بين أولئك المراهقين بسبب تلك النوادي أليلية التي تزرع بذور الشر للرذيلة والانحلال الأخلاقي،وما موقف سماحة السيد عمار الحكيم ألا وينم عن موقف وطني عالي المسئولية اتجاه هذه الآفة التي تفتك بالمجتمع ولاسيما من ذكرت منهم، و تبق الأفعال الخالدة والعظيمة راسخة في ذاكرة الشعوب ويتذكرونها ويجددون الحديث عنها وعن تلك المواقف التي غيرت مجرى التاريخ..وهكذا فأن المواقف المسئولة والشجاعة تصنع التاريخ ليجعلها نقطة تحول وربما نقطة بداية فمن يريد أن يتذكر التاريخ سيتفحص ويمر على المواقف الكبيرة والمهمة والأحداث لأكثر تأثيرا في حياة الأمم والشعوب والتي يصنعها رجالها ولا تولد بالصدفة...لم يكن السيد عمار الحكيم منعزلا عن موقف أسلافه الكرام أو كان حاله واتعاظه مغايرا لنهجهم هو امتداد طبيعي ووريث حقيقي لمدرسة العلم والإنسانية والأخلاق التي كرست حياتها لصناعة الحياة لأمة بأكملها.. والموقف الكبير الذي أبداه السيد عمار الحكيم بضرورة عدم السماح باستهداف نسيج و مكونات المجتمع العراقي وتمسكه بتلك النظرة الثاقبة وإصراره على أن يكون مدافعا عن حقوق الآخرين قبل أن يدافع عن حقوقه، لا يمكننا أن نعتبره موقفا عابرا بل هو حالة متجددة في روحيه وأخلاقه الطيبة الداعية دائما إلى ترسيخ وتثبيت ما أمر الله تعالى به..لقد أعاده السيد عمار الحكيم للأذهان الصورة المشرفة والناصعة التي شوهها البعض عن القوى الإسلامية والتي صورت على أنها قوى ساعية للسلطة والظفر بها ومحور عملهم بعيد عن الصدق والمبادئ التي يصرحون بها ولا يهمهم ما يهدم بناء المجتمع ممن غيره ،فاثبت لهم اليوم السيد عمار الحكيم حقيقة ستبقى ركيزة يؤمن بها الشعب وهو أن الصدق صدق الأفراد لا صدق المسميات وان القوى الإسلامية الحقيقيه إذا أمنت بشيء طبقته لما فيه خدمة الوطن بعيدا عن المكاسب والمناصب بل أنها قوى تريد بناء الشعب وإعادة البلد إلى موقعه الطبيعي في المحافل المحلية والدولية وان أرادتها وتجربتها تجعلها لا تنثني ولا تنحني أمام اعتى القوى وإذا قالوا فعلوا ولا ينكرون ما يفعلون يثقون بالآخرين لأنهم واثقين من أنفسهم ونواياهم...
https://telegram.me/buratha