مقال للكاتب والإعلامي قاسم العجرش
قارن "سيدي العزيز" بين كم الجماهير التي ألتفت حول العديد من الأحزاب بعيد حصول التغيير النيساني عام 2003 ، والجماهير التي حولها الآن، فسوف يهولك ما وصلت إليه. فقد ألتفت الجماهير حول الأحزاب وكلها آمال وطموحات، لكنها لم تجد طريقاً واضحاً تسير فيه لتحقيق هذه الآمال، وجدت نفس أمراض السلطة السابقة من الزعامة والفردية وتوجيهات الزعماء، ووجدت بذور الفساد والعطن الذي صارت اليه حينما أعتلت ظهر السلطة، وبالحقيقة فإن معظم الأحزاب نضبت وجفت، وعلى الرغم من ذلك لم يفكر قادتها والمسؤولون عنها في قضية انصراف الجماهير عنها.... فلأن الدولة قطعت صلتها بالفقراء. ولأن أحزابها لا صلة له بسكان القشرة الأرضية، فإنها لا تعلم شيئاً عما يعانيه هؤلاء، وإذا كان الحفاة والعراة نساء ورجالاً خرجوا زرافات ووحدانا في انتخابات مجلس النواب الأخيرة، لينتخبوا مرشحي القوى السياسية الكبرى المشاركة اليوم في حكومة أطلقت على نفسها حكومة الوحدة الوطنية،فإنهم لم يخرجوا للدفاع عن أيديولوجية أو خطوط سياسية أو مناهج أو فكر، وإنما خرجوا للدفاع عن زجاجة الزيت وكيلو السكر والصابونة... لكن الحقيقة ظهرت في أن القوى السياسية وبعد أن "ترحرح" ممثليها في مجلس النواب، وضمنت (325 ) مقعد لهم في المجلس العتيد، و (47) وزير وحوالي (150) وكيل وزير و(55) مفتش عام بدرجة وكيل وزير، و(10) رؤساء هيئات بدرجة وزير ، اي "بالجملة" (10000) مسؤول كبير بضمنهم "اساطيل" المحافظين وأعضاء ورؤساء مجالس المحافظات والمدراء العامين، و"حكومة" أقليم كوردستان، و بعد أن نضيف لهم قادة الأجهزة الأمنية والفرق العسكرية و"منا ومنا " هيئات مستقلة ومفوضيات وقضاة و"البعد عيني وعين الخلفوني" سيكون العدد بلا حسد (30000) "عتوي"، فإنها وإزاء هذه "الهلمة" لا ترى شبراً أبعد من مصالحها الخاصة، وما يدخل جيوب كل فرد من القائمين عليها بالتحديد وهم يعلمون أنها إذا "إنقلب عاليها سافلها فلهم أماكنهم وأموالهم، وهم ليسوا في حاجة للبقاء طويلاً، في حجم بلد استنزفوه وأنهكوا قواه وأنهوا ثرواته.لكن وعلى الرغم من كل الاجتهادات لم يتوصل أحد يوما ما مقياس حرارة الغضب والرضا عند الشعب العراقي، ولم تعرف حتى الآن متى يثور ومتى يهدأ ومتى ينصرف...ففي الوقت الذي تنتظره لا يأتيك على الإطلاق، ثم تحدث انفجاراته والساسة نيام في فرشهم منصرفين عنه تماما، هو شعب له قانون خاص ولا نعرف حتى الآن مفاتيحه..العتوي: الهر الضخم الجثة..!سلام...
https://telegram.me/buratha