همام عبد الحسين الكرخي
الفساد بجميع معطياته .. الإدارية والسلوكية والنفسية والاجتماعية والمناطقية والقبلية والأسرية والفردية هو-في كل الأحوال- فكر كارثي وخطير .. يأتي على مقدرات الأمم والشعوب فيحولها إلى غابات من الوحوش المفترسة يأكل بعضها بعضا .. ويعيد طموحات الشعوب والحضارات إلى مستنقعات الجهل والظلم والانكسار!!ذلك أن (الفساد) يقلب التشريعات والنظم والقوانين الرسمية في الأجهزة الحكومية والقطاعات الخاصة وحتىفي الأنظمة العشائريه إلى مساحات من الفوضى والمزاجية في صنع القرار ( أي قرار ) فيقدم المحسوبيه والمنسوبيه إلى تسنم طليعة الصفوف .. فتتعطل حقوق المواطنين في الإدارات والوزاراتوالقطاعات المختلفة .. وينتقل أوزار ( الفساد ) ويتسلل إلى التدخل في العادات والتقاليد والقيم العشائريه والقبليه في اختيار المناصب وحتى الحلول بين المتخاصمين على مستوى الافراد والاسر والجماعات
حينها يتحول ( السيد الفساد ) إلى ثقافة مجتمعية وكائن حي شرس يستشري في جسد الأمم فتطل مخرجاتهبشعة وقبيحة تخلو من الثوابت الدينية والقيم الإنسانية النبيلة
نعم ان انتشار الفساد
كان سيظل ممكنا نتيجة ضعف عنصر الردع والرقابة، وهناك أشكال عديدة أخرى منها الفساد بشكله البسيط والمباشر والمتمثل بالرشوة ، ويتم عادة بالحصول على منافع مادية مباشرة أو غير مباشرة نتيجة لاستغلال الوظيفة وخطورة هذا الشكل من الفساد لا تقتصر على النواحي الاقتصادية فقط بل أن ضررها الاجتماعي ربما هو الأكثر خطورة .إن إبقاء (السيد الفساد ) منفلتا ومتجاوزا يتلاعب بالتشريعات والنظم تحت مظله المحسوبياتوالعلاقات والقفز على مصالح الوطن أمر مؤسف وخطير ويتجهبنا إلى دوائر الفتن والفوضى والاحتقان ..إننا في حاجة قصوى إلى أخذ الاعتبار من غيرنا والضرب بيد من حديد على كل من يجرؤ على بتر الوطن بالفساد وجعل الوطنية غطاء مستباح للمزيد من النهب والنفوذ والجهل والتدميروالانحطاط والضياع !!!! السيد الفساد (ابن عاق) أطاح باستقرار والشعوب والأمم ...
https://telegram.me/buratha