... بقلم مصطفى ياسين
يكرر الناس حديث مشهور ولكني في الحقيقة لم اعثر عليه في المصادر المعتبرة،ولا حبذا من يعرف أين يجد هذا الحديث في المصادر يتفضل علينا بذكره لنا(وله الأجر والثواب)وهذا الحديث يقول(ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)وما اقرب وحدة المعنى مع ارحموا الشعب يرحمكم الله... فلقد تفاقمت الأزمة في العراق وتسع حجمها ولم يعد بمقدور الحكومة من تلافي ما ستولده من اضطراب عام وربما يصل الى شل البلد كليا وفي جميع مستوياته،ليست هذه القراءة نضرة سوداء أو مبتدعة لتصور خاص بل هو الواقع المأساوي الذي يعيشه البلد وبكل جوانبه،لقد كنا نمني النفس بزوال الطاغية وزبانيته ونتطلع الى حياة مليئة بالتفاؤل والإبداع في ظل بلد يتمتع بجميع مقومات التقدم ولا ينقصه ألا الإدارة والقيادة الناجحة ..ليبدأ مشوارنا مع نظام الحكم وشكله وأيه أكثر تلاؤم مع متطلبات الحياة الجديدة للقضاء على الدكتاتورية المقيتة التي أذاقت العراق وأبناءه أقسى أنواع العذاب والويلات وأشدها سلبا لحقوقه،لنقع بدكتاتوريات بثوب أخر ولا يختلف كثيرا عمن سابقه بشيء أبدا،فالاستفراد بالسلطة واحتكارها وربما توريثها هو اكبر هموم من يصل الى سدة الحكم ،والفساد استشرى ولم يعد احد يعبأ للحلال والحرام وحتى الحياء والذي لم يعد له محلا عندهم،وكأنما البلد وخيراته ملك لأباهم وأجدادهم وهم أصحاب الحق فيها بإهدارها أو توفيرها لجيوبهم ،ويوم من بعد يوم تستمر مخاوف المواطنين الى ان أصبحت أزمة ومخاوف تلازم الجميع وعلى حد سواء،وأكثر ما يقلق ويخشاه المواطن اليوم هو الجانب السياسي وتداعياته الخطيرة فلطالما اعتبر الشعب ان أعظم ما تحقق هو بناء نظام ديمقراطي مبني على التداول السلمي للسلطة الجميع يعمل للحفاظ عليه، وان لا نستيقظ في يوم من الأيام على انقلاب عسكري والبيان رقم واحد،أو احتلال يضاف الى أعداد المرات التي استبيحت فيها بغداد لكرامتها،والمواطن أصبح متيقن ان الحكومة التي ضحى من اجلها بالغالي والنفيس هي ملك للحزب الحاكم وليس له فيها شيء لا من قريب ولا من بعيد...ليتحول ممن عرفناهم بالوداعة والعطف الكبير إلى وحوش كاسرة تأكل كل من يقف أمامها و بدون أية رحمة أو إنسانية ونزعة الرحمة من قلوبهم فلم يعدون يتألمون لماسي أبناء وطنهم ولم تعد تسيل دموعهم على (لحاياهم) كسابق عهدهم،وان لم ترحموا الشعب فان أيام انقضاءكم لم تعد بعيدة،ولكم بمن سبقكم عبرة اعتبروا منها ياسادة...
https://telegram.me/buratha