الكاتب/مصطفى سليم
في بغداد التي أعيش فيها منذ أيام طفولتي والى يومنا هذا مقهى في مدينة الكاظمية اسمه مقهى الحاج سلام أو كما يسمى بالعراقي (حجي سلام) رواد هذا المقهى العريق والخالد هم من كبار السن والمتقاعدين عن العمل،واغلب رواد المقهى يعانون من أمراض مزمنة كثيرة أهمها السكر وضغط الدم، وبحكم تقدم سنين عمرهم،سائلين الله أن يطيل في بقاءهم،ولكني لا أخفيكم أن الأغلب الأعم من مؤسسين هذا المقهى ارتحلوا من دار الدنيا لرحمة مليك السموات والأرض،وبقى من هم يعتبرون من الجيل الثاني...أهم ما يميز هذا المقهى هو الفوضى العارمة التي تعمه ولا يمكن السيطرة عليها فالاختلاف يقع بأي لحظة وبدون أي سبب والعكس وارد كذلك،فاستطيع أن أحصي وقوع شجا رين في اليوم قد يصل إلى انسحاب احد الأطراف وبدون أي رجعة إلى المقهى،تحل غالبا ما هذه الإشكاليات بتدخل الأطراف الأخرى لحل هذه النزاعات المستديمة،بالطبع فان الاختلاف يقع بالغالب حول النقاش بالأمور الجزئية والكثير منها تافه بالمنظار العام ولكن هكذا قيل (الفراغ يؤدي إلى النزاع) وبصراحة فان مقهى (حجي سلام )يشبه كثيرا مجلس النواب العراقي،مع اختلاف واحد واعترف به،أن المقهى لا تتردد عليه النساء ومجلس النواب ربعه من النساء عبر نظام(ألكوده)النسويه..ولو نظرنا بحيادية عاليه لاكتشفنا أن مجلس النواب العراقي والكثيرين ممن يعتبرون اليوم أعضاء مجلس النواب لا يصلحون أن يكونوا روادا للمقهى لأنهم لا يتمتعون بأدب النقاش واحترام الرأي المقابل ولأهم لهم و لا كل ألا امتيازاتهم ورواتبهم الجنونية ،والكثير الكثير منهم ليس له أي حضور في مجلس النواب وان كان حاضرا فلا يبدي راية ولم نسمع عنه بأنه أقام نشاطا خاصا به سواء في محافظته التي رشح عبرها أو في منطقة عمله أو اللجنة الدائمية التي يعمل بها في مجلس النواب،وأتذكر أن بعض الأخوة سئلوا عن عضوا في مجلس النواب بعد فوزه بالتزوير في الانتخابات ،انه غير فاعل في حضوره ولم يشاهدوه أبدا،فاعترض عليهم شخص ثالث قائلا أنا رايته وهو يقول للذهاب للمغاسل...!بالمناسبة هل احد انتقد أعضاء مجالس النواب وهم يقومون ويجلسون ويتحركون ويتحدثون ويتناقشون بينهم واللجنة (الفلانية)تقرا تعديلا لقانون مهم وعند التصويت عليه ترفع الأيادي فقط.. لينهي رئيس الجلسة كلامه (حصلت الموافقة) أليس هذا من ضرب الخيال والسخرية الشديدة،أم أنها قهوة حجي سلام....
https://telegram.me/buratha