علي الكربلائي
يهدد الإرهاب العالمي امن واستقرار الكثير من الدول العربية والغربية عل حد سواء ولا يفرق هذا السرطان المقيت بين مسلم و مسيحي, بل يعتبر من يخالفه بالراي عدوه الابدي.المهم هنا هو تسليط الضوء على كيفية القضاء او استئصال هذا الورم الخبيث من الوجود,لقد تنوعت الطرق والاساليب المتبعة للقضاء علية بتنوع الدول التي تواجهه ويعتمد التنوع على موقع الدولة الجغرافي وطبيعة الدولة من الناحية المذهبية والقومية وكذلك الحالة الاقتصادية والإمكانية الفعالة والقوية والضربة الاستباقية للأجهزة الامنية بجميع تشكيلاتها وهذه التشكيلات تعتمد في تنفيذ مهامها على ما يرد إليها من معلومات استخباراتية دقيقة وصحيحة عن الخلايا الارهابية المتواجدة في أراضيها وخارجها من خلال معرفة نشاطها وقوتها .فعلية يجب اختراق هذه المجاميع الارهابية وهو نوعان اما داخل الدولة او من خارجها,فالنوع الاول يعتمد على جهاز الاستخبارات المركزي وقدرته على خرق المجاميع والوصول للمواقع القيادية و رصد جميع تحركاتها و نقل المعلومات الى الاجهزة التنفيذية الامنية والتي بدورها أما تعتقلهم أو تقتلهم في المواجهات, و النوع الثاني يعتمد عل جهاز المخابرات المركزي ومهمته اختراق التنظيمات الارهابية في الدول التي تحتضن او تصدر الارهاب.لنبرهن هذا الكلام نأخذ تركيا كمثال,فقد استطاعت تركيا أن تلقي القبض على رئيس الحزب العمالي الكردستاني المعارض عبد الله أوجلان والداعي أما بإعطاء حقوق كاملة للأكراد التركمان أو تأسيس دولة كردية مستقلة وعليه قامت تركيا بتعقب هذا الشخص من غرب الأرض إلى شرقها دون كلل أو ملل واعتمد على جهزها ألمخابراتي في رصد حركته وتنقلاته في عدة دول عربية وأوربية وافريقية, وبعد عدة محاولات استطاعت تركيا أن تلقي القبض عليه في كينيا الإفريقية التي تبعد الآلاف الكيلومترات عن تركيا بعملية اعتبرت في ذلك الوقت نموذجية من حيث التخطيط و التنفيذ فقد أتثبت تركيا للعالم كله قدرة أجهزتها المخابراتية الممتازة بالإضافة إلى علاقتها الخارجية الجيدة مع دول العالم والذي ساعدها لاعتقال أوجلان وعلى ما اذكر كان يعتقد أن يكون تواجد الزعيم الكردي في ألمانيا لكن اثبت العكس فيما بعد وهذا دليل على قدرة مكافحة الإرهاب التركي وهو من النوع الخارجي .أما عن مكافحة تركيا للإرهاب الداخلي فقد تمكنت من تقليص و إضعاف خطر حزب العمال الكردستاني على امن واستقرار تركيا بشن حملات عسكرية منظمة ومدروسة لاعتقال مقاتلي هذا الحزب وضرب قيادته المهمة الموجودة في تركيا بل تعد الأمر ملاحقتهم في الأراضي العراقية . ويوجد كثير من الأمثلة في العالم التي تعطي دروس وتجارب عن كيفية مكافحة الإرهاب العالمي لكن نريد ألان الانتقال إلى التجربة العراقية في طريقة تعاملها للقضاء على الإرهاب وعلى سبيل المثال القريب الزيارة الشعبانية التي شهدتها مدينة كربلاء المقدسة فقد اتخذت القوات الأمنية عدة إجراءات واحتياطات احترازية لمواجهة إي عمل إرهابي قد يحدث في الزيارة أولها قطع وغلق الطرق الرئيسية الخارجية ثم الانتقال للمرحلة الثانية وهي غلق الطرق الداخل للمدينة وبعدها منع لحركة العجلات بكافة أنواعها وتعطيل العمل في الحي الصناعي في المحافظة بغلقه لمدة عشرة أيام خشية تحرك عجلات مفخخة منه ونشر الآلاف من رجال الجيش والشرطة وأجهزة السونار على طول الطرق الخارجية والداخلية للمدينة بحيث تشاهد كل خمسين متر جندي أو شرطة وهؤلاء لا يعرفهم سوى كلمة واحدة ارجع إلى الخلف وإلا تعرض نفسك للضرب أولا ثم الاعتقال بحجة عرقلة عملهم الأمني وكانت النتيجة انفجارات حصلت داخل وخارج المدينة ولو استمرت الزيارة يومين لوصلت الانفجارات على بعد أمتار من مرقد الإمام الحسين عليه السلام .نقول أكان من الأفضل للأجهزة الأمنية الاعتماد على جهاز مخابراتي واستخباراتي فعال وجدي ووطني يستطيع خرق هذه التنظيمات الإرهابية وإلقاء القبض عليهم قبل وقوع الانفجار لكن في كل مرة نسمع بوجود سيارات مفخخة و تهديد ثم انفجار وبعدها إلقاء القبض وعندها إطلاق سراح أما اشتباه أو عدم استكمال الأدلة القانونية التي تثبت تورط هؤلاء بالإرهاب أو صفقة سياسية لإطلاق سراحهم بحجة المحافظة على الوحدة الوطنية للبلاد, وعليه متى يصبح العراق ألاستخباراتي والمخابراتي مثل الجارة تركيا وغيرها في رد وصد واعتقال وقتل الإرهاب والارهابين في عقر دارة واعتقد بعد أن تتم المصالحة الوطنية برجوع البعثية للحكم.
https://telegram.me/buratha