المقالات

تكامل الوظائف والادوار

783 22:34:00 2011-07-25

عادل الجبوري

لاشك ان معالجة وحل المشاكل والازمات السياسية والاجتماعية والامنية والاقتصادية التي يعانيها المجتمع-أي مجتمع-والنهوض به، تتطلب بالدرجة الاساس تظافر مختلف الجهود والطاقات وتوظيف كل الامكانيات والموادر والقدرات وتنظيمها ضمن خطط ومشاريع وبرامج علمية وعملية مدروسة بدقة.وهذا يعني ان مسؤولية المعالجات وانجاز عملية النهوض هي في الواقع مسؤولية جماعية تضامنية بين الدولة والمجتمع، وبين المؤسسات الحكومية بمختلف مستوياتها وتخصصاتها والمؤسسات غير الحكومية، وبين الافراد والجماعات.ويقع في خطأ كبير من يفترض او يتصور ان الدولة، متمثلة بالحكومة تحديدا هي من يتحمل المسؤولية لوحدها في اصلاح الواقع السيء وتصحيح المسارات الخاطئة، والقضاء على الظاهر والمظاهر السلبية في المجتمع، ومجابهة التحديات والمصاعب المتنوعة التي تواجه البلاد، فالدولة-الحكومة لايمكنها مهما اوتيت من قدرات وامكانيات ان تنهض لوحدها بمثل تلك المهمة الثقيلة، وتحتاج الى دعم واسناد كل القوى والمكونات والافراد متى ما كانت رؤاها واضحة وخططها ومشاريعها مدروسة ومحكمة، واولوياتها مقبولة ومقنعة.في مقابل ذلك فأن القول بأن المجتمع هو من يتحمل مسؤولية اصلاح اوضاعه وحل ومعالجة مشاكله وازماته، غير دقيق وبعيد عن الموضوعية والواقعية الى حد كبير.لايمكن للمجتمع ان يحمل الدولة-الحكومة كل السلبيات والاخطاء، ولايمكن للاخيرة ان تعلق ضعفها وسلبياتها واخطائها على شماعة المجتمع.ومثلما يراد من المواطن ان يكون عنصرا ايجابيا وفاعلا في مجتمعه، فأنه مطلوي من يشغل وظيفة عامة-لاسيما اذا كانت عليا-ان يكون هو الاخر عنصرا ايجابيا وفاعلا، واكثر من ذلك يكون قدوة وانموذجا للاخرين في سلوكه الاجتماعي وحرصه وامانته ونزاهته ونكران الذات، والانطلاق من حقيقة ان الموقع والمسؤولية تكليف وليس تشريف ينحصر بالحصول على رواتب عالية وامتيازات ضخمة ووجاهات وهيمنة وسلطة ونفوذ.ولعله من المعيب الى ابعد الحدود ان يستغل من هو في موقع المسؤولية وظيفته لاشباع نزواته الخاصة وتحقيق رغباته وطموحاته الشخصية، وتجاهل معاناة وهموم ومشاكل ابناء شعبه، والاستخفاف بالقيم والمباديء والاعراف الدينية والاجتماعية والاخلاقية السائدة ففي المجتمع.للاسف، مازلنا في العراق نشهد ونشاهد ممارسات وسلوكيات لبعض المسؤولين تتنافى مع القيم والمباديء السليمة، وتبتعد عن السياقات الصحيحة للمنظومة الاجتماعية للبلاد.وهذه من المسائل الخطيرة التي تبعث على القلق حيال الغد...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك