مصطفى ياسين
استحوذ النظام المقبور على جميع الألقاب ولاسيما تلك التي لها صلة في مجرى التاريخ ،وأراد ان يرسخ تلك المفاهيم ليصدرها للأجيال ألاحقه،ومن أهمها هو تعريف القائد والإطاعة العمياء له،ويختلف مفهوم القائد و القيادة وتعريفه الصريح بعد التغير الذي حصل في العراق عن مفهومها القديم .القيادة هي انجاز الأعمال من خلال الناس والشعب، بل أن هناك من يقول أننا جميعنا نمارس القيادة بشكل يومي من خلال هذا التعريف(رسم تصور ورؤى تؤمن به القواعد وتدافع عنه) و ذلك من خلال التعامل مع أناس من مختلف الطبقات والأهواء هذا مع اعتبرنا القيادة وجه أخر للإدارة والتي هي توجيه الناس لانجاز هدف معين،بتنظيمهم وتوزيع المهام لهم من خلال التأثير عليهم بمحبتهم لك وللعمل الذي يقومون به ، لكن مع الأسف اخذ البعض من (القادة)التعالي على المقود في زمن أصبح فيه المقود هو التي يأتي بالقائد بل يصنعه كذلك، ولا يذكرون ألا عندما يحتاجهم،في تجديد ثقتهم به كقائد، وبالمقابل ثمة ما يسمى بالقيادة الفعالة والتي هي في تماس مباشر مع الناس، وتتميز هذه القيادة بالقدرة على مواجهة المشاكل بشجاعة وأقدام ، حيث تنضج الآراء والتعامل المشترك مع الناس وتوجيههم ضمن بصيرة مشتركة واعية ، من خلال النشاط والطاقة والرغبة في العمل الجماعي والحزم في اتخاذ القرارات التي تفضي إلى الصالح العام لا الصالح الخاص،بجودة الاتصال بفصاحة اللسان وقوة التعبير والتأثير فضلا عن الأعمال أولا وليس الأقوال والوعود فقط ،فالقيادة على أنماط وأشكال فهناك قيادات مستبدة قليلة الثقة بالآخرين وقدراتهم ويرى راية المصيب فقط ، وهذا النوع من القيادات يعتبر الثواب المادي،هو الحل الوحيد لقيادة الجماهير وتحفيزها على العمل من دون نقاش...وثمة نمط من القيادة هي القيادات المستبدة الطيبة والتي تتجاذب أطراف الحديث وتكسب ودهم الآخرين وتعطي الانطباع بأنها قيادات ديمقراطية لكنها في الأخر تأخذ قراراتها فرديا من دون الرجوع إلى الأخر...أما الأفضل فه الديمقراطي الذي يهمه مشاركة الناس معه في أدارة الأمور ويشرح لإتباعه أسباب القرارات والمواقف التي يجب أن يتخذها بموضوعية وصدق وبصراحة وبدون التفاف وهذا النوع من القيادة ينم عن أصالة في التفكير، ذلك لأنه يبحث عن الحلول لدى الآخرين وبذلك سيكون من أكثر الناس قبولا في المجتمع من خلال شخصيته ألسهله التي تترك انطباعا بالتواضع لدى المجتمع على العكس من صاحب الشخصية المنفردة الجافة التي لا يسعى الناس إليها كثيرا ، أن القيادة الفذة تنعكس على الرجال الذين ستختارهم لتمثيلها وتبتعد عن المحسوبية والقرابة والمعرفة القديمة وهذه المفردات الثلاث مع الأسف هي من تحكم تيارات بأكملها والبعض من هذه التيارات ذات طابع ديني أو متأطر بالأطر الدينية وهذه هي الطامة الكبرى اليوم في ثقافة القائد والقيادة....
https://telegram.me/buratha