المقالات

مخاطر وتبعات تكرار الاخطاء

667 18:51:00 2011-07-27

عادل الجبوري

لعل واحدا من اهم وابرز عوامل التطور والتقم والنهوض بعناوينه وابعاده المختلفة في أي مجتمع من المجتمعات يتمثل في التخطيط، والتخطيط مفهوم واسع ويتضمن جوانب مختلفة تنسحب على كل مناحي الحياة، ويخطيء من يتصور ويفترض ان توفر الاموال والخبرات والكفاءات والموارد والثروات كاف لوحده-من دون التخطيط-ان ينهض بالمجتمعات ويحقق لها الرفاهية والازدهار والاستقرار وينتشلها من سطوة التخلف والفقر والعزلة والحرمان.ولانحتاج الى جهد كبير من اجل العثور على امثلة ومصاديق لدول ومجتمعات تمتلك من الموارد والثروات والعقول والخبرات والطاقات والامكانيات الكثير لكنها بقيت تأن تحت وطأة التخلف والفقر والعزلة والعوز والحرمان، لسبب بسيط هو غياب التخطيط والتدبر والتفكير وحضور الارتجال والتسرع والتبسيط!.وفي العالم الثالث الذي كان ومازال يزخر بالانظمة الديكتاتورية الاستبدادية نجد دولا كثيرة هي في الحقيقة غنية بكل شيء لكنها في المحصلة والواقع فقيرة ومتخلفة وبائسة، والعراق رغم تخلصه وانعتاقه من النظام الديكتاتوري الاستبدادي قبل ثمانية اعوام ونيف، الا انه لم يتمكن حتى الان من استثمار ثرواته وموارده وامكانياته المادية والبشرية الكبيرة -بل الهائلة-بالصورة الصحيحة لتنعكس على الواقع الحياتي العام للمجتمع. قد تكون التركة الثقيلة التي خلفها النظام الصدامي البائد احد المعوقات التي حالت دون تمكن الدولة-الحكومة من استثمار موارد البلد وثرواته وتحقيق قفزة اقتصادية وتنموية حقيقية، وقد تكون التحديات الامنية الكبيرة عائقا اخر في هذا الجانب، وقد تكون استحقاقات ومتطلبات بناء النظام الديمقراطي الجديد على انقاض النظام الديكتاتوري القديم عائقا اخر، بيد ان النقطة الجوهرية يتمثل في غياب التخطيط واستشراء الفوضى والتخبط وشيوع التسرع والارتجال مما تسبب في تبديد الكثير من الثروات، وتغييب الطاقات، وتهميش الكفاءات والخبرات، وبالتالي بقاء الامور تدور في حلقة مفرغة، لتتسع مساحات اليأس والاحباط وتنحسر مساحات التفاؤل والامل والاستبشار.وبسبب التخبط والفوضى والارتجال استدان نظام صدام اربعين مليار دولار لتصبح مديونية البلاد بعد عقدين مائة اربعين مليار دولار، ويمكن بغياب التخطيط الحقيقي ان تتكرر الاخطاء لتجلب مزيدا من الكوارث والاخطار.دولة مثل العراق ربما تصل ميزانيتها السنوية مع ارتفاع اسعار النفط هذا العام الى اكثر من تسعين مليار دولار من الممكن لها-مع وجود التخطيط وليس بغيابه-ان تعالج الكثير من المشاكل والازمات، وتستبدل الواقع السيء بواقع افضل منه بكثير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك