محمد الركابي
إن فكرة الفيدرالية وتشكيل الاقاليم هي واحدة المبادرات الوطنية التي اطلقها الراحل عزيز العراق(رض) وكانت في ذاك الوقت وفق اسس وضوابط تختلف عما يروج له اليوم وحتى انها تختلف كل الاختلاف عن الاساس والغاية التي دعي اليه في حينها ,, ففي حينها كان الوضع الامني العراق يختلف عما هو عليه في يومنا هذا وكذلك كانت الظروف السياسية تختلف عما عليه اليوم حيث ان المكون السني في البلد لم يعتقد بعد بصحة العملية السياسية الجديدة واضافة الى كل هذا كانت الغاية الاساسية من الدعوة الى تلك المبادرة هو لتحفيز الحكومات المحلية على السعي من اجل خدمة ابناء محافظاتهم والابتعاد عن المركزية التامة لقرارات الحكومة ويبقى الارتباط معها فقط في الامور الهامة وليس ما يقدم من اسباب لإقامة الفيدرالية والاقاليم و حرمان مكون ما من حقوق او ان لديه حقوق مغتصبة ويحاول استعادتها وهذا الحديث يصدر من شخص من المفروض انه يمثل كافة اطياف ومكونات الشعب العراقي ولا يجوز له التحدث بلغة الطرف الواحد في العراق وحتى الاسباب و الغايات التي من اجلها دعى الى اقامة الفيدرالية كانت غير وطنية وإنما لأسباب غير واقعية و هي ان المكون السني في العراق لم ينل استحقاقه الكامل فكيف ذلك اذن ؟ فرئاسة مجلس النواب للاخوة ابناء السنة ومنصب نائب رئيس الجمهورية و كذلك العديد من المناصب في رئاسة لجان مجلس النواب وكل هذا وذاك يأتي حديث رئيس مجلس النواب ليقول ان السنة في العراق قد اغتصب حقهم فكيف إذن ذلك .وفوق كل هذا وذاك ان الصيغة التي جاءت للمطالبة بإقامة الاقاليم لم تأتي بصيغة الحديث الوطني والمصلحة العامة وإنما من باب المصالح الفئوية الضيقة وبالتالي كانت النتيجة ان ابناء محافظة الانبار هم اليوم الذين يطالبون بإقامة الفيدرالية لغبن حقهم من قبل من يمثلهم في مجلس النواب وكذلك الحكومة المركزية وهذا هو الفرق الحقيقي بين فيدرالية الامس عنم فيدرالية اليوم .
https://telegram.me/buratha