حافظ آل بشارة
كثر الكلام عن برنامج الحكومة ومنهم قال انها حكومة بلا برنامج ، لكن الحكومة نشرت برنامجها ، وكان مكتوبا بلغة غير تخصصية ويحتاج الى مزيد من التفاصيل لكي يتحول الى خطط قابلة للتنفيذ ، المختصون يعتقدون ان القطاع الزراعي هو صاحب الالوية في اي تنمية منتظرة ، تسمى الزراعة أم الاقتصاد ، وام التنمية الاقتصادية ، التنمية الزراعية اقرب الى النجاح من التنمية في الصناعة او التجارة لأن خبراتها متوفرة والزراعة فن انساني قديم يستطيع الاستمرار بأقل الامكانيات واقل التكنلوجيا ، البشر ينتجون غذاءهم بوجود ارض وماء ومحراث يجره ثور ومسحاة ومنجل ويحققون الاكتفاء فالثور لا يعمل بمحرك ديزل ، بينما لاتنمو الصناعة ولا التجارة بمعزل عن وسائل النقل الحديثة والمعامل والتكنلوجيا المعتمدة على المكائن والطاقة ، المشكلة الزراعية في العراق عمرها اكثر من قرن ، العثمانيون شجعوا نظام الاقطاع فعانى المجتمع الريفي من العبودية الزراعية ، والباب العالي شريك للملاكين بفرض الضرائب الضخمة ، وفي ظل الاحتلال البريطاني والحكومات الملكية تعزز الاقطاع لكن ازدهر الانتاج واصبح الفلاح اقل فقرا ، وفي العهد الجمهوري الغي الاقطاع ووزعت الارض على صغار المنتجين لكن الصراع بين المجتمع الريفي والاقطاع ادى الى تدهور الزراعة مجددا ، وفي عهد البعث اغلب الارض للدولة والفلاح يعمل بعقد فيه بعض التسهيلات ، وعندما اراد النظام بعثنة المجتمع الريفي بجمعيات فلاحية حزبية يديرها ازلامه شلت الزراعة وانهارت بناها التحتية وفشلت الجمعيات ، اما اليوم فالمشاكل المتراكمة اصبحت تشكل تهديدا كبيرا ، يجب تفكيك المشاكل الكبرى في هذا القطاع وابرزها : تعدد انماط ملكية الارض الزراعية ، الفوضى في ادارة الانتاج الزراعي وعشوائيته ، تخلف الموارد البشرية وتدريب الملاكات ، تملح الارض ، الجفاف والتصحر وازمة الماء ، فقدان شبكات الري والبزل ، فقدان سياسات التمويل والتسعير وتخلف المصرف المختص ، ضعف الخبرات الحقلية في المحاصيل والبستنة والانتاج الحيواني ، تدني النوعية التنافسية في الانتاج ، ضعف عنصر التخطيط والتنفيذ المركزي ، تدني المكننة وتقنيات البذور والاسمدة ، استفحال الامراض النباتية والحيوانية بلا علاج ، فقدان الأمن ، تدني الرغبة لدى الفلاح في مواصلة مهنته ، استمرار ظاهرة الهجرة من الريف الى المدينة ، بتوسيع البحث يمكن ذكر هذه المشاكل بالارقام ، يجب اخراج وزارة الزراعة والمبادرة الزراعية من دائرة المحاصصة ، فالخبز أمر يخص الجميع ، والامن الغذائي مهم كالأمن الجسدي ، احياء الزراعة يحظى باجماع وطني ، ليس هناك حزب يؤيد الباميا فيقابله حزب يرفع راية الولاء للباذنجان ، الزراعة هي مفتاح الاستقلال الاقتصادي وليس النفط ، ومن يستورد غذاءه وعنده ما لدينا من الارض والماء فباطن الارض خير له من ظاهرها وان اجتمعت له كل مليارات النفط اللعينة .
https://telegram.me/buratha