الكاتب / مصطفى سليم
لم تستطع الكتل السياسية من تدارك فشلها وعدم قدرتها على وضع الحلول الملائمة لتسوية الخلافات الحادة في ما بينها، وبشكل يحفظ لها ما بقى من ماء وجهها،لتصدر تلك الأزمات من دائرة السيطرة إلى فضاء الأعلام المتنوع وصاحب الوجوه المتغيرة، لينقلب الوضع في العراق من السيئ الى الاسوء في ظل تزايد وتبادل الاتهامات مابين الكتل السياسية والمتمثلة برؤسائها،حتى لم يعد بمقدور المواطن البسيط من تميز وتشخيص من هو المحق من غيره،وكبر حجم الفجوة وربما اتسع الى مستوى لم يعد ينفع معها أي علاج أو تدخل لاحتوائها،ولتنطلق المبادرات المتعددة للم الشمل ورئب الصدع مابين الكتل السياسية جميعا،ولكن حسب الظاهر أن المبادرات الميمونة لم توتي أكلها ولم تحقق أهدافها المنشودة،بل أقول بصراحة عقدت الأمور وجاءت بنتائج عكسية وشنجت الأحداث،وإذا أردنا قراءة المشهد بشكل صحيح ودقيق نرى ا ن أول المتأثرين بشكل صريح هو رئيس الوزراء السيد نوري المالكي والذي ضح عليه التشنج وعدم الهدوء والتوتر والترقب في جميع حركاتة وتصرفاته المعلنة أو ما كان تحت الظل،لم تسجل ألقاءات المرتقبة أية ملاحظات مهمة تعد أساسيه،على صعيد طوي صفحة جديدة من اجل أصلاح المسار وتقويم الخلل الذي أوشك ان يطيح بالعملية السياسية برمتها،ولم ينقل الأعلام موقف لأي كتلة من الكتل السياسية يدل على جدية عملها لسبق الانفلات،أم أنهم أيقنوا أن الأمور وصلت الى مفترق طرق من الصعب أيجاد حلول لها بهذه السرعة وبجلسة واحدة، فاحتفظوا بحقهم بالجلسات ألاحقه...!ولكن يبقى السؤال مطروحا هل حققت الكتل السياسية هدفها من خلال جمع الكتل المتناحرة بالمساعي الطيبة وبالمبادرات الضائعة لتنزع من قلوب المتصارعين مصالحهم الشخصية ليغلبوا مصلحة الوطن الجريح والشعب المظلوم أم أن كل ذلك أصبح هباء منثورا..؟
https://telegram.me/buratha