عزت الأميري
في البداية تتعرض هذه القضية الوطنية لتلاعبات فيلق الإعلام البعثي المتستتر والمستفيد من فضاء الحرية المتاح بما يجيّش الامر و يوقد تصعيدا اجوفا لامبرر له. بهدوء وعقلانية نناقش القصف:اولا :كعراقي لاغير بلامزايدات طفيلية أوطفولية أرفض بشدة أي قصف عسكري وأي تهجير عوائل لارض الوطن جرائه من أي جهة حولنا حدودية مهما كانت الاسباب بالمطلقية.ثانيا :هل تقصف إيران في حدود كردستان العراق أشباحا يترآى لها إنهم يهددون أمنها القومي؟ ماهي مبررات القصف؟ ودوافعه وتفاصيله وهل هو من جانب واحد ام هناك رد عسكري مقابل؟ثالثا: حتى نفهم التفاصيل العسكرية نشر موقع عراقي يوم 26-7 ((أعلن حزب الحياة الحرة الكردستاني المعارض لإيران، المسمى بيجاك ،عن تمكنه من قتل 263 من أفراد الحرس الثوري الإيراني بينهم ضابط كبير، فضلا عن استيلائه على أسلحة تابعة له خلال هجمات متبادلة على مدى الأيام العشرة الأخيرة، فيما أعترف بمقتل ثمانية من مقاتليه خلال عمليات مسلحة))!! تصوروا إذا كان صح الخبر وقتلى إيران بهذا العدد كم هي قوة العسكر المقابلة التي قتلتهم؟! ضعف او ضعفين او اربعة اضعاف؟ وأين يعيش هذا الجيش العسكري ومن أين يتمول ويتمون وياتيه الغذاء والدواء والسكن والماء والسلاح والعتاد ليقتل هذا الكمّ الذي يدعيه؟ ومن ادخلهم هذه المناطق الكردية والقرى الآمنة؟ هل دخلوا بجوازات سفر اجنبية؟ ام لاجئين عبر الانروا؟ام خلسة خلاف القانون العراقي النافذ إذا أفترضنا قبول حكومة الاقليم الكريمة بالقانون المركزي !رابعا: حتى يكتمل مشهد المسرحية الهزلي من إن إيران تقصف أشباحا دون مبرر! قال المتحدث باسم الحزب الذي يعرف اختصاراً بـ"بيجاك"، شيرزاد كمانجر، إن "مقاتلي الحزب تمكنوا خلال هجمات متبادلة نفذت على مدى الأيام العشرة الأخيرة، من قتل 263 عنصرا من عناصر الحرس الثوري الإيراني"، مبينا أن "الجنرال عباس عاصمي قائد معسكر علي بن أبي طالب في محافظة قم وخمسة ضباط آخرين وقائد ميليشيا موالي للجيش الإيراني كانوا من بين القتلى".؟! فكيف يمكن معرفة هذه التفاصيل العسكرية الدقيقة حتى إسم الناطق الرسمي المقيم في ضيافة حكومة كردستان الكريمة؟! ووصل الحد لمعرفة حتى اسماء القتلى الإيرانيين؟ الايشكل هذا دليلا ضد العراق لو أشتكت إيران في مجلس الأمن، من إيواء منظمات إرهابية ضد دولة جارة تنطلق من اراضي عراقية؟ ستثور الثوائر علي لاني اوردت ذلك!!خامسا: نعود للحقائق التي اوردتها إيران وسيشكك بها البعثيون اولا الذين يقودون الجمع المؤمن الذي يتهم كل كاتب موضوعي بالأيرنة! تحصل هذه الزمرة على عائد يقدر باكثر من مليار تومان ايراني (اكثر من مليون دولار) سنويا عن طريق تهريب المخدرات والمشروبات الكحولية والاقراص المدمجة المنافية للحشمة والابتزاز الجمركي من الاهالي المحليين كما ان هذه الزمرة الحقت خسائر كبيرة باقتصاد تلك المنطقة بسبب الظروف الامنية الخاصة التي تسببتها نشاطاتها في المناطق الحدودية العراقية الكردية طبعا. وإن انتشار عناصر بيجاك هو على امتداد اكثر من 300 كيلومتر من الحدود بين ايران و العراق تسبب بانعدام الامن وترافق مع ايجاد التفجيرات وقتل الاهالي المحرومين في هذه المنطقة وقتل قوات الشرطة والحرس الثوري والسطو المسلح على محلات بيع الحلي والمجوهرات وعمليات الاختطاف والابتزاز و...تصوروا مليون دولار!! ماهو حجم التواجد التجاري والعسكري بهذه الكثافة التي تسمح بها حكومة إقليم كردستان لهولاء الغرباء بتعريض حياة المدنيين الابرياء وجعلهم كدروع بشرية يتسترون بها؟ سادسا: تغّض سلطات اقليم كردستان العراق الطرف عن زمرة بيجاك الارهابية حين يتمتع اعضاء هذه الزمرة بحرية التحرك ليس في كردستان العراق وحده فحسب بل ان مطار اربيل العاصمة يشكل القاعدة الرئيسية لها لنقل قواتها جويا بإية جوازات؟ الله اعلم!! وطبعا هذا المطار خارج سيطرة الحكومة المركزية بالمطلق المؤلم. وليس خفيا الدعم الأمريكي لهذه المنظمة وبالتالي حتى الدعم اللوجستي الصهيوني لان عدو صديقي ببساطة ، عدوي.سابعا: ان قوات بيجاك تتلقى التدريب في اهم مركز تدريب لها والذي اطلق البعض عليه اسم معسكر اشرف كردستان، وهو يقع على بعد عدة كيلومترات من مدينة اربيل اهم مدن اقليم كردستان العراق! ان منظمة بيجاك تعدادها حاليا نحو 1200 شخص وامينها العام رحمان حاجي احمدي وتنتشر في اربعة مقار رئيسية هي خاركوك وقنديل واسوس في المنطقة الواقعة بين الحدود التركية - الايرانية - العراقية - التركية (دالامبرداغ) وحتى جنوب قلعة ديزة في الاراضي العراقية بعرض 150 كيلومترا وعمق 15 الى 20 كيلومترا، وتتالف من الاكراد الايرانيين والاتراك والعراقيين والسوريين، وقد قامت في اطار سياسات وممارسات حزب العمال الكردستاني (ب ك ك) ضد ايران، باعمال ارهابية وتخريبية ودعائية وتهريب واستقطاب القوات و... منذ عام 2003 ولحد الان. وقامت خلال عامي 2009 و 2010 والربع الاول من العام الحالي بزعزعة الامن والاستقرار في منطقة شمال الغرب وادت الى امقتل 90 شخصا واصابة 193 من افراد قوات الشرطة والامن والاهالي الإيرانيين.الخلاصة: الموضوع اكبر من تسطيح الاعلام البعثي الملغوم بأحقاد وضغائن لامبرر لها أبدا في تأزيم الموقف نفعا بليدا من مخلفات زرع مفاهيمها النظام المقبور. نرفض رفضا قاطعا قصف أراضينا من اية جهة ونرفض إستغلال اراضينا منطلقا للهجوم على أي بلد جار مع إني متيقن ان امريكا والبعثيين يريدون إستثناء إيران من هذه المعادلة ولكن الامر كله بيد حكومة الإقليم... ونقدها مؤلم لي وهنا تُسكب العبرات!!عزت الأميري
https://telegram.me/buratha