علي محمد البهادلي
مكتب المفتش العام وفضيحة الزيت الفاسد
أثيرت في الأيام الماضية قضية الزيت الفاسد الذي استوردته وزارة التجارة، وما رافقها من اتهامات لبعض المسؤولين المتورطين فيها ومذكرات الاعتقال الصادرة بحق بعضهم، لكن الأمر الأفظع والذي لم يعرفه الكثير منا هو مصير هذا الزيت، وهل قامت الجهات المختصة بإتلاف هذه الكميات الكبيرة، أو معالجتها في صناعات أخرى كالصابون؟؟
إن المصادر الموثوقة في وزارة الصناعة والمعادن تؤكد أن هذه الكميات الكبيرة من الزيت الفاسد حولت إلى مخازن وزارتها من وزارة التجارة بالاتفاق بين الوزارتين من أجل استخدامه في صناعة الصابون؛ وقد قام منتسبو وزارة الصناعة بتكديس هذه الأطنان من الزيت في انتظار الأمر من الجهات المعنية في وزارتهم، إلا أن المسؤولين في الشركة العامة للزيوت النباتية في كل من مصانع الرشيد والأمين والمأمون أوعزوا إلى منتسبيهم إفراغ الزيت الفاسد من عبواته القديمة التي كانت اسمها الجوهرة وجعله في عبوات من صناعة هذه المصانع التابعة للشركة العامة للزيوت النباتية، ليظهر في حلة جديدة ويبعد عنها إمارات الجريمة.
إن هذه الجريمة المزدوجة من الوزارتين المذكورتين آنفاً هي من أقذر عمليات الفساد، فهي أولاً مخالفة صارخة لقوانين الاستيراد والتصدير، وهي في الوقت نفسه عملية تزوير واضحة كالشمس في رائعة النهار، وأي مخالفة وأي تزوير أفظع من هذا؟! لا سيما أن هذا الأمر متعلق بحياة المواطنين وصحتهم، أهكذا يستهان بحياة الإنسان العراقي وكرامته، ولا يعبأ الفاسدون بأي تهديد أو عقاب ينالهم، إذ هم المنزهون في الأرض والمطهرون، ولا يمكن أن تطالهم يد التعسف!!!! وأين مكتب المفتش العام في كلتا الوزارتين ، فهل ينطبق عليهما قول أبي الطيب المتنبي:
ناكت نواطير مصر عن ثعالبها وقد بشمن وما ............
ونحن نقول نامت نواطير بغداد والعراق عن السراق المفسدين الذين أكلوا من بين أيديهم ومن خلفهم ومن تحتهم، لكنهم للآن لم يشبعوا ، نامت مكاتب المفتشين العموميين في تلك الوزارتين، فأين هي هيئة النزاهة؟! هذا نداء عاجل إلى هيئة النزاهة، من مواطن عراقي، يتحرق ألماً مما يراه ، إخوتي في هذه الهيئة الموقرةعليكم بمتابعة هذه المعلومات التي ذكرتها وبعد أن تمحصوها، الله الله بالعراق، انقذوه من هذه المافيات التي لا يفيد معها لا نداء ضمير ولا تشهير إعلامي، إنما يفيد معهم الردع القانوني وانتفاضة الجماهير، والحمد لله الذي هو ليس عن الظالمين ببعيد إنما يمهلهم لأجل هم بالغوه.
https://telegram.me/buratha