اسعد عبد الجبار
انهينا القسم الثامن من هذه الدراسة بفقرة قلنا فيها "..ومن له اطلاع على الوقائع والاحداث التأريخية وله متابعة للاوضاع الراهنة في العراق حاليا، اي منذ سقوط نظام المجرم صدام سيكتشف بسهولة تناقضات وممارسات ازدواجية لحزب الدعوة، وخصوصا وانه يعتبر الحزب الحاكم، او لمن يريد ان يتوخى الحزب الرئيسي في جهاز الحكم والسلطة في العراق، على اعتبار ان رئيس الوزراء ولمدة ستة اعوام هو من قيادات هذا الحزب". من كتبوا بهذا الخصوص في السابق وحاليا ليسوا قليليين، فأذا لم نبتعد كثيرا سنطلع على كتابات لسليم الحسني وهو من الكوادر المتقدمة القيادية لحزب الدعوة في الثمانينيات، وكتابات للدكتور طالب الرماحي تحت عنوان (حزب الدعوة.. الى اين؟) ، والرماحي هو الاخر من كوادر حزب الدعوة وقد رد عليه الدكتور وليد الحلي معاتبا اياه على مايكتبه بحق الحزب، وكذلك استوقفتني موضوعات يكتبها شخصى يدعى عبد الحمزة الخزاعي ويظهر انه كان في بعض الفترات من الكوادر العادية الوسطية للحزب لكنه يمتلك معلومات كثيرة ولديه علاقات واسعة، وحالة عدم الرضى والحنق والاستياء دفعته الى ان يكتب بلغة بسيطة وعلى ما يبدو انه ليس كاتبا محترفا ولا صحفيا.ومن خلال المتابعة المستمرة للمواقع الالكترونية على شبكة الانترنت يمكن ان نعثر كتابات كثيرة حول حزب الدعوة بعضها لاشخاص يستخدمون اسماء مستعارة ربما هم مازالوا في التنظيم الحزبي او موظفون في دوائر مهمة مثل مجلس الوزراء ويخشون فيما لو كتبوا بأسمائهم الصريحة ان يفقدوا وظائفهم ويتعرضون للاذى، وهذا الشيء نقله لي شخص يعمل موظفا في المركز الوطني للاعلام الذي يديره علي الموسوي المكنى بأبو عرفان حسب ما ذكر لي، حيث قال هذا الشخص الذي لا استطيع ان اذكره اسمه (اننا نشهد اساليب في اوساط واجواء حزب الدعوة والمواقع التي يسيطرون عليها تذكرنا بأساليب حزب البعث المقبور ولو انني اتعرض في ذلك الوقت لتلك الاساليب بسبب صغر سني، بينما الان المس امثالها في عملي بهذا المكان)!.وهذه الملاحظة تشير من طرف خفي او واضح الى ان عملية التثقيف العقائدي والديني التي كانت تعد احد مقومات واساسيات حزب الدعوة الاسلامية في الماضي وحتى بعد الغاء المجلس الفقهي، غابت بعد سقوط نظام صدام وحصول الحزب على الجزء الاكبر من السلطة ولانقول كلها، واصبح الهم والشاغل الاكبر بالنسبة للقيادات هو كيفية التغلب على خصومهم ومنافسيهم، والهم والشاغل الاكبر للكوادر الوسطية الحصول على الوظائف العليا في مؤسسات الدولة -مدير عام -مستشار- وكيل وزير - وهكذا، والهم والشاغل الاكبر للكوادر العادية الحصول على وظائف حكومية كيفما اتفق، وفي النهاية فأن الحزب بدلا من ان يقود حركة المجتمع ويوجهها التوجيه الصحيح انقاد هو الى صراعات السلطة والنفوذ والخطط والمؤامرات التسقيطية. وما يجري اليوم كانت بذرته الاولى الغاء المجلس الفقهي.
https://telegram.me/buratha