بقلم .. رضا السيد
اعتقد بان ما وصف به سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الأعداد التي تم اعتقالها خلال شهرين بأنها تعد أعدادا ( مخيفة ) ..؟ لان هذا العدد إنما يمثل مسالة خطيرة ، وهي ازدياد أعداد الجماعات المسلحة من جديد بعد إن أعلن في أكثر من مناسبة وعبر العديد من وسائل الإعلام وعن طريق الكثير من المسؤولين على الملف الأمني إن أعداد الإرهابيين أو ممن يشك في كونهم ينتمون إلى جماعات مسلحة قد قل وانحسر بشكل كبير خلال هذه السنة . وإذا بنا نفاجئ كما تفاجئ سماحة السيد الحكيم من انه وخلال شهرين فقط يتم إلقاء القبض على أكثر من ( 45 ) ألف معتقل ...؟! فقد وصف السيد عمار الحكيم خلال كلمة ألقاها في الملتقى الثقافي الأسبوعي " إن "مجلس القضاء الأعلى أعلن عن اعتقال أكثر من 45 ألف معتقل خلال شهري حزيران الماضي وتموز الحالي"، مشيرا إلى أن ذلك الأمر "يجعلنا نتساءل عن هذا الرقم المخيف والكبير والذي يقدر بحوالي 20 ألف معتقل في الشهر الواحد". وأن "تلك الأعداد تجعلنا أمام احد أمرين إما أن تكون هذه الاعتقالات عشوائية حتى تصل إلى هذا الرقم الكبير ، والا لماذا يعتقل هذا العدد الكبير من الأبرياء شهريا بحيث يتحملون كل هذه المشاكل والضرر المعنوي والاقتصادي لهم ولعوائلهم، إما في حال كانت الإجراءات القضائية صحيحة وفيها دقه عالية فهذه طامة كبرى". وأن "الاحتمال الثاني يقول إذا كان كل هؤلاء متورطين فهذا بحد ذاته رقم مرعب"، وأن "الجريمة في البلاد انتشرت وصارت ظاهرة ما يعني أن المعالجة ليست أمنية بحتة بل يجب أن يجلس عدد كبير من المعالجين والمحللين والخبراء حتى نعالج المسالة وهي مسؤولية تضامنية تخص الجميع ولا تتعلق بوزارة دون أخرى". وأكد سماحته على أنه "سيقف وبقوة أمام هذا الأمر في حال تم اعتقال هؤلاء بشكل عشوائي". وكان مجلس القضاء الأعلى أعلن ، في الـ13 من الشهر الحالي، أن أعداد المعتقلين في كافة أنحاء العراق بلغت 33380 معتقل خلال شهر حزيران الماضي فقط . وأكد مجلس القضاء الأعلى ، في الرابع من تموز الحالي، أن عدد الموقوفين في كافة أنحاء العراق يبلغ نحو 12 ألف موقوف، فيما أشار إلى إصدار 291 حكما بالإعدام ضد مرتكبي جرائم "الإرهاب" و 9369 حكما دون عقوبة الإعدام حتى النصف الأول من العام الحالي ، فيما أعتبر الأمر "نقطة مضيئة" في تاريخ محكمة التمييز . فإذا كانت هذه الأعداد المهولة تم إلقاء القبض عليها خلال شهرين فكم سيكون العدد في غضون الأشهر المتبقية من السنة ...؟ لذا على المسؤولين على الملف الأمني وأولهم رئاسة الحكومة العراقية إن تسعى بجد وبسرعة لمعالجة هذه المسالة الخطيرة ، والا لن نتعجب اذا أتى يوم يكون جميع العراقيين فيه معتقلين .
https://telegram.me/buratha