حميد الموسوي
ولو أن ظاهرة النسيان تفشت وتفاقمت بشكل مخيف ولم تعد محصورة في فئة عمرية معينة أو مقصورة على الشباب والنساء وكثيري المشاغل والهموم ومتشعبي الاهتمامات وكثيري الخالات ومتعددي المناصب أو المبتلين بداء النسيان لأسباب فسلجية أو مرضية.لاحظت ذلك من خلال الناس الذين أعمل معهم والذين أتعامل معهم وهم من فئات عمرية شبابية وكهولية و"زعطوطية"، نسائية ورجالية حيث لجأت إلى توقيعهم على استلام شيء معين أو تبليغ أو أمر اداري أو توصية بعدما جعلوني اشكك بنفسي من كثرة نسيانهم، اذ كثيراً ما حلفوا بالعباس أبو فاضل بأني لم أسلمهم الحاجة الفلانية وبعدما اشتعل وانفجر وأضطر للبحث أجدها على مناضدهم أو في مكاتبهم، وبكل برود يأتي الاعتذار: والله نسيت! وكم مرة حلف أحدهم واستشاط غيضاً وغضباً بأنه لم يبلغ بالأمر الفلاني أو يكلف بالعمل الكذائي حتى يأتي موظف آخر قليل النسيان ليقول له: يمعود أصلاً آني سمعت التبليغ منّك!.أنا العبد لله أحمل دفتراً صغيراً للتذكير غير المفكرة الكبيرة ومع ذلك أنسى أحياناً! والدليل "آلولو" أمامكم حار ابحار. فالمفروض ان أحدثكم عن مصيبة المفصولين فاذا بي أشرق وأغرب في مشكلة النسيان.أكيد أنتم نسيتم مقالتي قبل شهرين المعنونة "محنة المفصولين الحقيقيين" حين شكا لي بعضهم عدم اعادتهم إلى وظائفهم برغم مرور سبع سنوات على سقوط السلطة السابقة وتقديمهم العديد من المعاملات وطالبوا بتشكيل لجنة من المفصولين أنفسهم لمتابعة ملفاتهم وملفات المعادين. حتى اني أخبرتهم في حينها أن "أم الأولاد" مثلهم ولديها خدمة أربعة عشر عاماً في وزارة العمل ولم يعيدوها للخدمة مع أن الوزيرة السابقة والوزيرين اللاحقين وعدوها خيراً بعدما أطلعوا على كافة المستمسكات التي اضطررنا لتجديدها سبع مرات!.الذي ذكرني بالمفصولين المنسيين الاستجابة الرائعة من وزارة الصناعة بدراسة ملفات المفصولين المعادين للخدمة واكتشاف "40000" ألف حالة تزوير فيها!. "يا بلاش الله يديمك يا رخص".أربعون ألف موظف بين وهمي وشبح وغير متعين بالوزارة أصلاً!.ليس أربعة ولا أربعة عشر ولا أربعين ولا حتى أربعة آلاف!.أعتقد أن أكثركم قرأ السبتايتل على شاشات معظم الفضائيات.ترى ما هو الاجراء المناسب الذي سيتخذ بحقهم وحق الشبكة التي روجت ومررت وسهلت عملية بهذا الحجم والضرر؟! ومن أين تستحصل الوزارة المذكورة الرواتب التي تقاضاها هؤلاء المجرمون طيلة سبع سنوات؟!لكم الله يا شرفاء وأخيار الوطن يا من لم يسمع أحد أصواتكم وأنتم تطالبون بحقكم المنهوب ويمنعكم دينكم وشرفكم وحياؤكم من سلوك الطرق غير المشروعة لاستعادة وظائفكم.انها دعوة مخلصة لكافة الوزارات ان تحذو حذو وزارة الصناعة.ودعوة هامشية لكل المؤسسات الطبية بوضع دراسة جادة لمعالجة النسيان.
https://telegram.me/buratha