مقال للكاتب والإعلامي قاسم العجرش
لعله سؤال ساذج هذا الذي طرحه صديقي المتفيقه الذي إعتاد أن يشاركني "هواية" إغتياب الماضي والتاريخ ـ سيما القديم منه! ـ سالني وهو باد عليه أنه يريد مغادرة الماضي، ماذا يريد ساستنا؟..لم تكن الإجابة صعبة، فالذي يريدونه أكثر من أن يحصى، وبمزحة سمجة ثقيلة قلت له: مثلا إنهم يريدون أكل كل أسماك البني والكَطان والشبوط الموجودة في "ما تبقى" من محلات الشواء في ضفاف دجلة"!!..رد علي: دعهم يأكلون كل أسماك الكرة الأرضية، بل دعهم يشربون معها كل الخمور الموجودة في أقبية أوربا والشرق والصين ومدن الناس أجمعين، لكن فقط عليهم أن يدعون الماء الذي تسبح فيه الأسماك لنا!..قلت له عجيب وهل الماء مفقود؟ قال ليس الماء وحده هو المفقود، بل معه ماء وجوهنا أيضا قد فقد، قلت له كيف؟ قال إنهم يريدوننا ان نقتنع انه لايمكن عمل افضل مما هو كائن، ويريدوننا ان نصل الى القناعة بان التغيير لن يكون الا الى الاسوأ، أي الى الفوضى والى اللادولة. قلت له: يبدو أن عمليتنا السياسية قد ولدت مبتسرة, وبات من المفترض ولادتها من بعد ولادتها، قال لي بجد: إن الثورة تولد من رحم الأحزان، قلت له: تعال نواجه العفونة السياسية بقدر كبير من الإستهزاء!..قال لي كيف؟.. قلت له: نخرج بتظاهرة من نمط خاص، لا تشبه كل التظاهرات التي جرت منذ فجر الخليقة الى آخر تظاهرة في الحديقة ـ أقصد حديقة ألأمة وساحة التحريرـ ، قال لي وماذا تقترح؟ قلت له: أن نخرج متظاهرين عراة!..قال لي : ويحك "مو هذا حرام؟" قلت له فقط هم الفقراء وحدهم يعرفون معنى العري، في زمن لا تكفي دواليب الأغنياء لملابسهم، فعلقوها على الأبواب الخلفية لسياراتهم الفارهة..قال لي ليس الأغنياء وحدهم يفعلون ذلك، فالسادة المسؤولين أيضا يستفزونني بما هو أدهى، قلت وبم؟ قال لي أنهم يعلقون آمالانا على شبابيك مبنى مجلس النواب....كلام قبل السلام: متى تركل أقدام الجياع صناديق الإقتراع...؟سلام...
https://telegram.me/buratha