حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
لا يمكننا الان في العراق وفي خضم ما يجري من أزمات سياسية وخدمية واقتصادية وحتى شخصية ، ان نفرق بين الفساد والمفسدون . اذ ان كلا الاصطلاحين يكمل الأخر وكلاهما في كفة واحدة من الميزان . حيث يقبعان في الكفة الخفيفة في الدنيا والآخرة ، لان ما يسببه موضوع الفساد من إهدار كبير ومقصود للثروة العراقية والمال العام شيء بات يؤثر على طبيعة العلاقات بين العراقيين ، وخصوصا من ينبذون التعامل بمثل هذه المصطلحات البعيدة كل البعد عن قيمنا وتعاليمنا الإسلامية الأصيلة ووصايا الأنبياء والأئمة ( عليهم السلام ) . كما ان المفسدين الان باتوا يشكلون رقما صعبا في المعادلة العراقية حيث يتغلغلون الان وبكل جرأة ووقاحة في كل مفاصل الحكومة العراقية . ولهم أيادي نافذة في كل مكان وهم من يروجون الان لفكرة الفساد في العراق بحيث باتوا من الأمراض والفيروسات الخطيرة جدا على الجسد العراقي بكل أطيافه ومكوناته . فقد سعى الكثير من المصلحين في العراق ان يتعاملوا مع ملف الفساد والمفسدين بشكل يبرز هذه الظاهرة كخطر كبير على المجتمع العراقي ، وأكدوا ذلك من خلال الكثير من البيانات والإعلانات التي أعلنت عبر وسائل الإعلام كما هو الحال عند المرجعية الدينية في النجف الاشرف . فقد أكد ممثل المرجعية في كربلاء ان منافذ الفساد المالي والإداري تتسع يوماً بعد يوم والمفسدون يكثرون يوما بعد آخر وان هذه الأزمة لابد لها من حلول تكون كفيلة بالقضاء عليها نهائيا . وإن مشكلة الفساد في العراق أصبحت مشكلة محيّرة وعجيبة وغريبة ، فمن جهة هناك مطالبات كثيرة لمعالجة الفساد ، ولكن من جهة أخرى هناك من يسعى لزيادة حجم هذا الفساد . والنتيجة ان كل من يساعد في زيادة أعداد المفسدين وكبر حجم الفساد في العراق فهذا بالمحصلة النهائية لا يمكن ان يكون منتمي لهذا البلد ، ولابد انه يقوم من حيث يشعر أو لا يشعر بخدمة كل أعداء العراق من هم في الداخل أو من هم خارج البلد .
https://telegram.me/buratha