احمد عبد الرحمن
ها نحن نستقبل شهر الطاعة والرحمة والغفران .. شهر رمضان المبارك في ظل اجواء لاهبة مناخيا وسياسيا، وتدني واضح في الطاقة الكهربائية وعدم وجود اية مؤشرات على امكانية تحسنها ولو بصورة طفيفة، وبداية ارتفاع مؤشر اسعار المواد الغذائية الضرورية في الاسواق يقابله غياب لمفردات البطاقة التموينية كما هو معتاد في كل عام على اعتاب شهر رمضان المبارك، وكما هو متوقع من وزارة التجارة والجهات الحكومية المعنية. مناخيا، بلغت درجات الحرارة معدلات عالية يقال انها غير مسبوقة منذ عدة اعوام في العراق، حتى ان بعض المحافظات مثل ميسان اعلنت حكومتها المحلية يوم امس عطلة رسمية لتجنيب المواطنين التعرض للحر الشديد، فضلا عن تحذيرات وزارة الصحة للمواطنين من البقاء فترات طويلة تحت اشعة الشمس المباشرة.وسياسيا، لم تلح في الافق انفراجات للازمات والاحتقانات بين بعض الكتل السياسية الرئيسية المشاركة في العملية السياسية، ومن غير الممكن ولا المنطقي القول بأن المواطن العادي غير معني بصراعات ومناكفات ومماحكات السياسيين، بل ان هناك تأثيرا مباشرا وكبيرا لتلك الصراعات والمناكفات والمماحكات على واقعه الحياتي اليومي، ويبرز ذلك جليا عند حصول الاختناقات وتزايد الضغوط كما في الارتفاع الحاد بدرجات الحرارة، وتدني واقع الطاقة الكهربائية، وغياب مفردات الحصة التموينية، وشحة المياه الصالحة للشرب في الكثير من مناطق العاصمة بغداد ومدن البلاد الاخرى، وكل ذلك في شهر رمضان المبارك، ومضافا اليه الازمات السياسية الخانقة.مالذي يفعل المواطن العادي حينما يجد نفسه محاصرا بظروف واوضاع حياتية وسياسية خانقة وضاغطة عليه بشدة، وفي ظل عدم اهتمام-او لا مبالاة-من جانب الدولة به، في وقت ان الاخيرة، وبتعبير ادق الحكومة، مسؤولة عن تأمين الاحتياجات والمتطلبات الاساسية للمواطن التي تضمن له كرامة العيش وعزة النفس وتغنيه عن ذل السؤال.لايمكن للحكومة ان تتنصل من هذه المسؤولية وتلقي باللائمة على هذا الطرف او ذاك.ان الانشغال بالصراعات السياسية المنحصرة بالمصالح الفئوية الضيقة وترك ملايين العراقيين يعانون الامرين، لايعني الا شيئا واحدا، الا وهو التنصل من المسؤوليات الملقاة على عاتق الدولة-الحكومة تجاه مواطنيها، وهذا ما يمكن القبول به بتاتا.
https://telegram.me/buratha