بغداد / محمد الواسطي
(الدنيا لمن يعمل )مقولة لها من المصاديق على ارض الواقع الكثير من الأدلة التي تعززها ،ولاشك إن الشعوب والأمم المتحركة التي آمنت بمبدأ العمل وصلت إلى درجة من الرقي واستطاعت عبرها كسب احترام وإجلال الشعوب الأخرى فضلاً عن رسم ملامح هويتها وبالتالي تحصين مجتمعاتها من الاختراق الفكري والسياسي اللذان يخلفان الفقر والاحتلال! وخير مثال لتلك المقدمة هو ظهور الاخطبوط الياباني من ركام الحروب والدمار والتي انتهت باستسلام اليابان وكتابة الدستور الياباني من قبل الحاكم المدني الأمريكي (مارك آرثر) نهاية الحرب العالمية الثانية سنة (1945) ولو حشرنا العرب في مقارنة افتراضية مع الشعب الياباني وتساءلنا ما مدى النمو الفكري منذ إعلان فلسطين ملاذاً ليهود العالم؟ وهي فترة مقاربة لاستسلام اليابان!المتابع لمسيرة التأريخ العربي يلاحظ إن العرب سجلوا تراجعاً في متبنياتهم الفكرية وكانت نسبة النمو الفكري لأتذكر نسبةً إلى من يحيطون بهم !ولم يسجلوا موقف موحد تجاه حتى القضية الفلسطينية التي تمثل واجب شرعي ووطني وثبتوا المقولة الشائعة(اتفق العرب على إن لايتفقوا )!وقد وفرت تلك المعطيات أرضية معلوماتية لمراكز البحوث الأمريكية التي انطلقت في خمسينيات القرن الماضي لرصد نرجسية ومزاجية الشعوب العربية وقياداتها المختلفة ووضعت لهم مؤشر بياني لمواقفهم وردات أفعالهم تجاه مختلف القضايا ومن ثم فك شفرة نقطة الشروع وتحديدها وبالتالي تسهيل مهمة الحكومات الأمريكية المتعاقبة للتعامل مع جميع التحولات السياسية وخاصة التحولات في الشرق الأوسط الذي يمثل الاحتياطي النفطي العالمي القريب للنظام الصهيوني .وظلت مراكز الرصد والبحوث هذه تحرك الإحداث بدقة متناهية ! لخلط الأوراق وإرباك المنطقة للمحافظة على مستوى الضعف وإلهاءها عن عدوها الأوحد والجسم الغريب في المنطقة إسرائيل !وقد اعتمدت الإستراتيجية الأمريكية في القرن العشرين سياسة المحاور والصراعات المسلحة بين القوى الفاعلة في المنطقة واستخدمت لأدامها الأموال العربية وبالتالي ضمنت لإسرائيل استنزاف الموارد البشرية والمادية فكانت الحرب العراقية ـ الإيرانية ثم غزو صدام للكويت !!والذي أصبح فيما بعد لعنة دفع ثمنها الشعب العراقي ولازال ثمناً باهظا دون إن تسد شهية الكويت دماء وأموال العراقيين !وراح النظام الكويتي ينفذ أجندات من منوا عليه بالسلطة ليزرع الفرقة بين الشعب العراقي والكويتي الذي تربطه علاقات اجتماعية وثقافية ولم يرق لهم بوادر التقارب بين الشعبين ونسيان الماضي الذي يدرك الكويتيين قبل غيرهم براءة الشعب العراقي من جريرته حتى فجروا بالون مبارك ! ترى ماهي حقيقة ميناء مبارك؟ ولماذا أعلن عنه الآن ؟وهل سيخير العراقيين بين المفاعل الكويتي المجاور للأراضي العراقية وإنشاء ميناء مبارك ؟!
https://telegram.me/buratha