عبدالحق اللاّمي
لم يبتلَ وطن بمثل ما ابتُلى العراق من جيرانه واولاد عمومته...وطن تناهشته أنياب الضواري وداست على ترابه أقدام الغزاة والطامعين وحثالات الطوائف والتكفير والإرهاب وانتهكت مقدساته مطامح القادة وخلافات الأضداد وصراعات المصالح وتناهبت ثرواته الكتل والأحزاب وقادة الإنقلابات والديمقراطية.وطن يعدُّهُ بعض من ينتسبون اليه تابعا لدول ومشايخ ودوائر المخابرات وكواليس السفارات ودهاليز الماسونية وكهوف تورا بورا وصحاري الجزيرة العربية وشوارع عواصم ملوك وأمراء ورؤساء العرب..وطن استباح الجيران حدوده وتجاوزوا على أراضيه وقطعوا عنه الماء وجعلوا من منافذه دروبا لكل حثالات الكون من إرهابيين وتجار مخدرات وسراق الآثار وتجار المواد الغذائية الفاسدة وتجار الموت بسياراتهم المفخخة وأحزمتهم الناسفة وكواتم الموت الصامت.جعلوا منأسواقنا أسواقاً لبضاعتهم وصناعاتهم وسوقوا لنا كل ما تعافه الأنفس ويقتل أطفالنا ويسمم عقولنا وأبداننا. وما استباحة (الوطن) جيراننا إلاّ من خلال ابنائه من السياسيين الذين صهرت تفاهات البعث والتكفير والقومية قلوبهم وعقولهم ومن خلال الصمت المطبق على أفواه قادتنا ومسؤولينا الذين كان لنا أمل أنهم سيجعلون من العراق همهم الذي يعملون منأجل بنائه بناءا حضاريا ويأمنون لأجياله حياة مستقرة آمنة فإذا بهم (صاموط لاموط) أخرستهم المصالح وألجم ألسنتهم الخوف على المناصب ونومتهم أبهة الجاه والسلطان واكتناز الثروات.فجعلوا من جيراننا يفعلون ما يشاؤون يحركون جيوشهم ويدخلون أراضينا يطاردون ويقاتلون معارضيهم على أرضنا ويستقطعون من حدودنا مناطق نفوذ لهم ويبنون المنشآت والسدود في داخل وطننا المستباح.الكويت ومن يصدق أن هذه الدويلة تتجرأ وبكل صلف (المستقوين) أن تصم آذانها وتصر على بناء ميناءإذا اكتمل سيخنق اقتصادنا ويستبيح حدودنا الإقليمية لا بل وصل الأمر بها أن تتجاهل الدعوات الخجولة التي وجهتها حكومتنا لإيقاف العمل به حتى تحل المسائل العالقة حوله وبيان مدى تأثيره على وطننا.خارجيتنا هي من وافقت كما يدعون وكما بينته بعض الوثائق، جر وعر في برلماننا الموقر الذي لم يتفق اعضاؤه منذ أن بزغت علينا شمس الديمقراطية التحاصصية، هذا يريد فعلاًا قوياً وذاك يريد حواراً دبلوماسياًهادئاً مع الكويتيين الذين سكتنا عن كل ما فعلوه بنا منذ أن كانوا الأشقاء الحميمين لصدام وأمدوه بالأموال والدعم المعنوي لقتلنا لا بل شاركوا معه في حروبه، وآخرون لا يتكلمون ولا يفعلون أي شيء تحدد مواقفهم المصالح والمقاولات، والأغلب جلسوا على التل يتفرجون حتى (تصفى) الأمور.كل العراقيين يترقبون ماذا ستفعل حكومتنا وبرلماننا وكتلنا وأحزابنا، وماذا سيكون موقف الكويتيين النهائي، وهل سيستمرون في غيهم وعندها سيقول الشعب قولته بحقهم وبحق من يسكت ويداهن على حساب العراق.
https://telegram.me/buratha