مقال للكاتب والإعلامي قاسم العجرش
في هذا الرمضان كما في كل رمضان تتفاقم حالة من الجدل العقيم بين القوي السياسية "المختلفة على كل شيْ" حول ما اذا كان الافطار أولاً أم السحور أولاً!، وليس من المتوقع أن يتم التوصل في القريب العاجل الى إتفاق حول رؤية "وطنية" موحدة في هذا الصدد! وعضو من القائمة العراقية يقترح أن يكون العيد أولا ومن بعد ذلك الصيام ويعد ذلك "مشروعا وطنيا" تعمل عليه قائمته بقوة!، فيما رفض نائب عن التحالف الوطني ذلك قائلا إن تقديم العيد على الصيام يجر الى منزلقات تضر بالعملية السياسية!..وأحد الليبراليين العراقيين يقول: نحن وبحكم ليبراليتنا الأصيلة نرفض رفضا قاطعا تناول مايسمى بـ "قمر الدين" لافي رمضان ولا في غير رمضان ..وعلى التيارات الإسلامية أن تكف عن خلط الدين بالقمر!.. وعلى الصعيد ذاته شهدت صفوف الصائمين من "الفايخين" إنقسامات حادة على أولويات مائدة الإفطار، فريق يرفع شعار قمر الدين أولاً.. وفريق آخر يرفع شعارشربت تمر الهند أولاً. فيما الفقراء يفضلون نقوع نومي بصرة..ولموافقة موجة الحر مع شهر مضان الذي أشتق أسمه من الرمضاء أي الحر دعا أديب عراقي الى إعتبار رمضان هذا العام بداية لتقويم جديد في العراق وأن يتم شطب كل الرمضانات السابقة لأنها لم تكن مرمضمة رمضا يستحق الترميض برمضه! ولتبيان قوة صدام ونظامه وتقديمه "الخدمات" للمواطنين و"رعايته" الكريمة للعراقيين قال واحد من بقايا نظام صدام: لو كان صدام حيا هذا العام لقرر تأجيل شهر رمضان "المبارك" لأجل غير مسمى بسبب إرتفاع درجة الحرارة مع الاحتفاظ بشرعية الصوم، خدمة لشعب العراق العظيم، ورأفة بحال الصائمين! ..من جهة أخرى رفض شيوعي عراقي تسمية شعيرة الصيام بأسمها المتداول، وقال إنها بالحقيقة عملية إخضاع النفس لسلطة وهمية تجاوزت منذ 1432 عام على حقوق الإنسان!! وعلى صعيد موائد رمضان فإن الإفطار في مطاعم شارع الربيعي ببغداد يكلف 40 الف دينار "للنفر" مع العلم أن أغلب الذين يجلسون على موائد الإفطار من المفطرين أصلا!..وفي إجتماع وزاري قال وزير مشمول بالترشيق لزميله الوزير غير المشمول بالترشيق الوزاري، أنتم غير مشمولين بالصيام و"نحن" السبعة عشر وزيرا فقط معنيين بالصوم..كلام قبل السلام: تذكر أنك لست فقيه بالدين، فلا تضع الأسبوع الأول من رمضان بمناقشة إن كان معجون الأسنان يفطر أم لا !سلام..
https://telegram.me/buratha