المقالات

أزمات تحل وأزمة تبقى...

756 22:30:00 2011-08-03

الكاتب / مصطفى سليم

غالبا وإذا ما توفرت الإرادة والنية الصادقة لحل أية مشكلة ،فانه وبلا شك سوف تحل وتفكك أية أزمة مابين الإطراف المتنازعة وفي بعض الأحيان يلجا أصحاب التخصص في معالجة الأزمات إلى الاستفادة من عامل الوقت ومرور الأزمنة،ألا انه لأحل للمشاكل التي تخدش الحياء العام وتصل إلى الرمي بالخيانة والتبعية للأجنبي،وعلى ما يبدو أنها الأزمة الحقيقة التي لا يمكن معالجتها مهما بذلت الأطراف حسن نوايا وجهود من اجل الوصول إلى حل نهائي أو حتى وسطي بين الأطراف المتنازعة...فلقد تفاقمت الأزمة في العراق وتسع حجمها ولم يعد بمقدور الحكومة من تلافي ما ستولده من اضطراب عام وربما يصل الى شل البلد كليا وفي جميع مستوياته،ليست هذه القراءة نضرة سوداء أو مبتدعة لتصور خاص بل هو الواقع المأساوي الذي يعيشه البلد وبكل جوانبه،لقد كنا نمني النفس بزوال الطاغية وزبانيته ونتطلع الى حياة مليئة بالتفاؤل والإبداع في ظل بلد يتمتع بجميع مقومات التقدم ولا ينقصه ألا الإدارة والقيادة الناجحة ..ليبدأ مشوارنا مع نظام الحكم وشكله وأيه أكثر تلاؤم مع متطلبات الحياة الجديدة للقضاء على الدكتاتورية المقيتة التي أذاقت العراق وأبناءه أقسى أنواع العذاب والويلات وأشدها سلبا لحقوقه،لنقع بدكتاتوريات بثوب أخر ولا يختلف كثيرا عمن سابقه بشيء أبدا،فالاستفراد بالسلطة واحتكارها وربما توريثها هو اكبر هموم من يصل الى سدة الحكم ،والفساد استشرى ولم يعد احد يعبأ للحلال والحرام وحتى الحياء والذي لم يعد له محلا عندهم،وكأنما البلد وخيراته ملك لأباهم وأجدادهم وهم أصحاب الحق فيها بإهدارها أو توفيرها لجيوبهم ،ويوم من بعد يوم تستمر مخاوف المواطنين الى ان أصبحت أزمة ومخاوف تلازم الجميع وعلى حد سواء،وأكثر ما يقلق ويخشاه المواطن اليوم هو الجانب السياسي وتداعياته الخطيرة فلطالما اعتبر الشعب ان أعظم ما تحقق هو بناء نظام ديمقراطي مبني على التداول السلمي للسلطة الجميع يعمل للحفاظ عليه، وان لا نستيقظ في يوم من الأيام على انقلاب عسكري والبيان رقم واحد،أو احتلال يضاف الى أعداد المرات التي استبيحت فيها بغداد لكرامتها،والمواطن أصبح متيقن ان الحكومة التي ضحى من اجلها بالغالي والنفيس هي ملك للحزب الحاكم وليس له فيها شيء لا من قريب ولا من بعيد...ليتحول ممن عرفناهم بالوداعة والعطف الكبير إلى وحوش كاسرة تأكل كل من يقف أمامها و بدون أية رحمة أو إنسانية ونزعة الرحمة من قلوبهم فلم يعدون يتألمون لماسي أبناء وطنهم ولم تعد تسيل دموعهم من اجل هذا الوطن ومن مخافة الله تعالى،وأصبح الاحتيال والالتفاف على ما يتفق عليه يعد شاطرتا ومراوغة سياسية،والتعامل بخوف من الجميع وعدم الوثوق بأحد هو حذر شديد وتدبير جيد للأمور والواقع يقول عكس ذلك تماما فالمشكلة التي لأتحل أبدا هي فقدان الثقة مابين الأصدقاء والأعداء وعلى حد سواء..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراق
2011-08-05
ازمة تحل للنصف وازمات تظهر الى متى يا حكومة ويا برلمان
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك