ابو هاني الشمري
الانحياز الى جهة معينة بتعصب يشبه تعصب الجاهلية يؤدي بالنتيجة الى ان يصبح ذلك المتعصب اعمى بصر وبصيرة ... ومصداق لهذا التعصب هو ماخرجت به النائبة عن التحالف الكردستاني فيان دخيل سعيد من تصريح دفاعا عن (رئيسها) جلال طالباني !!دخيل قالت ان رفع دعوى قضائية ضد فخامة رئيس الجمهورية (حفظه الله ورعاه من كيد المدعين ودعاواهم) يعد انتهاكا لحقوقه الشخصية لانها وكما صرحت بأن السيد الرئيس قد وقّع على التماس او طلب مناهض لتنفيذ احكام الاعدام عندما كان محاميا.ولان التعصب اعمى فقد فات النائبة المحترمة ان رئيسها الموقر قد انتهك الدستور العراقي وانتهك اليمين الذي اقسم به امام كل الشعب على ان يطبق الدستور ويصونه ... وانتهك حقوق الضحايا الذين ذبحهم هؤلاء المجرمين .. بل وأهان القضاء وانتهك حرمته حينما لم يقبل ان يوقع على ما صدر منه حتى اللحظة بل واقسى من ذلك صرح بكل وضوح انه يقف حائلا امام تنفيذ عقوبة الاعدام بحق المجرم سلطان هاشم الذي ازهقت على يده عشرات الالاف من الضحايا الابرياء الذين كانوا آمنين مطمئنين في بيوتهم قبل ان تأتي قنابل سلطان السامة وبتوجيه من قائده السفاح اللعين صدام لتقتل كل حياة في المناطق التي سقطت عليها فيموت الطفل الرضيع مع امه في حضنها ويسقط الطير من السماء بلا روح وتنفق الدابة التي تقتات على خشاش الارض ويموت الزرع والضرع ...كل تلك الجريمة بحق الابرياء يقول عليها فخامة الرئيس ان صاحبها كان ضابطا مهنيا ملتزما بالتعليمات وهو لايوافق على قرار اعدامه ..ونحن ابناء الشعب الذين ابتلانا الله بهؤلاء الذين تسلطوا علينا وادعوا قيادة البلد نقول ان عذر السيد الرئيس في عدم التوقيع اقبح من دفاع الاخرين عن حريته الشخصية فلو كان حجم الجريمة التي ارتكبها صدام واعوانه تهز ضمير السيد الرئيس وتؤرق مضجعه وهو يرى تلك الصور المأساوية لابناء جنسه من الاكراد حينما تخرج علينا بين الحين والآخر من على شاشات التلفاز ونحن نرى كيف ان الام محنية على طفلها الرضيع والاثنين قد فارقا الحياة وهما يرفعان ظليمتهما الى الباري عز وجل ونحن نرى اكداس الجثث التي لم تبق لاطفلا رضعيا ولا شيخا مسنا ولا بهيمة اوحياة لذي حياة ... فما هو مقدار الخلق والضمير الحي الذي يحمله السيد الرئيس والذين يدافعون عن هؤلاء المجرمين وكأن اولئك الضحايا ليسوا من جنس البشر ليمنحوا صدام واعوانه حقوق قتلهم بتلك الصورة البشعة ويدافعوا نيابة عنهم حتى لايطبق القانون بحقهم!!لاشك ان الدافع الاساسي وراء اصرار السيد الرئيس على عدم توقيعه ليس توقيعه او التماسه على مناهضة حكم الاعدام كما يدعي ولكن وراء هذا الامتناع امرين:اولهما التعهد الذي قطعته القوات الامريكية للمجرم سلطان بعدم تنفيذ الحكم فيه والذي فاحت بعض من خفاياه خلال فترة المحاكمة وكما يبدو فإن السيد الرئيس ونائبه الارهابي طارق المشهداني ينفذون الاجندة الامريكية رغما عن الشعب وضحاياه ورغما عن قانون البلد.والامر الثاني :لو كانت قضية التعهد المزعومة مهمة بهذا الشكل للسيد الرئيس فكان الاجدر به من باب الصدق وعدم الحنث باليمين الذي اقسم عليه امام الشعب ان لايتولى هكذا منصب لكي يبقى محافظا على صدقه في ذلك الالتماس الذي يدعيه ولكي لايقسم كاذبا امام الشعب. ولكن يبدو ان حب الكرسي اكبر بكثير من الحنث باليمين وخرق الدستور فتلك وكما يبدو لا قيمة لها امام بريق كرسي الرئاسةوالمحزن ان نرى تبريرات سخيفة لاقيمة لها تبرر لانتهاك رئيس الجمهورية لدستور العراق وحقوق الضحايا كما تفعلها النائبة الفذلك فيان والعشرات ممن على شاكلة فيان.لكم الله ياذوي الضحايا وندعوا معكم وبقلب صادق في هذا الشهر الفضيل ان يخلص الله العراق من هكذا نماذج لاتريد للعدل ان يأخذ مجراه.
https://telegram.me/buratha