المقالات

الى اين يسير حزب الدعوة؟-10

749 11:55:00 2011-08-05

اسعد عبد الجبار

القسم العاشر والاخير -----------------

ما يميز النظرية الاسلامية عن النظرية العلمانية في الحكم وادارة شؤون الدولة والمجتمع هو ان الاولى لاتفصل بين الدين والسياسة-الدولة، بينما الثانية تقصي الدين من السياسة، وتجنح الى تهميشه وحصره في زوايا معينة وضيقة، وهي في ذلك تتطابق وتنسجم مع طبيعة العلاقة بين الكنسية والدولة بجهازها التنفيذي، وموقع الكنيسة كمؤسسة دينية في المجتمعات الغربية، ومعيار الحكم على اي تيار اسلامي ديني هو مدى تطبيقه للشريعة الاسلامية والتزامه بالاحكام الشرعية، ورجوعه للعلماء الاعلام ومراجع الدين في رسم سياساته وصياغة مناهجه.ومتى كان ملتزما ومراعيا لذلك فأنه يمكن ان يوصف بأنها اسلامي، ومتى ما انحرف وابتعد عن هذ المسار فأنه سيوصف بوصف اخر.وقيام حزب الدعوة الاسلامية بألغاء المجلس الفقهي قبل ثلاثين عاما مثل نقطة التحول في مسيرته، ودحض الكثير من شعاراته رغم انه حرص على ان يحتفظ بثوبه الاسلامي، وان اصابه التهروء والبلى وبهتت الوانه الى حد كبير.وبحسب ما ورد في الكثير من ادبيات الحزب ومنها قرار الحذف (لاتجب علينا اطاعة حكم الفقيه الجامع للشرائط على طول الخط وفي جميع مايحكم به ، لذا لايعني حذفنا للزوم تبني حكم الفقيه الجامع للشرائط اننا لانؤمن بمبدأ ولاية الفقيه) وهذا الموقف المزدوج يراد منه مجاملة الجمهورية الاسلامية الايرانية وزعيمها الامام الخميني في ذلك الوقت، او بعبارة اخرى تجنب التعرض لضغوطات ومشاكل معها في حال تم الاعلان بوضوح وصراحة عد الالتزام بولاية الفقيه او ابداء موقف فيه نوع من التقاطع مع هذا المبدأ، كما حصل مع المرحوم المرجع اية الله العظمى السيد محمد حسين الشيرازي، الذي اثر التصادم مع القيادة الدينية والسياسية في ايران وايضا كما حصل مع المرحوم اية الله العظمى الشيخ محمد حسين منتظري.حزب الدعوة لم يكن مستعدا للتصادم، لانه كان يسعى الى اسعى الى احراز اكبر مقدار من المكاسب وان تطلب ذلك ممارسة اقصى درجات البراغماتية السياسية في التعامل مع ايران ومع دول عربية كانت تتبنى الفكرة القومية العربية او مع الولايات المتحدة الاميركية التي كان يصفها الايرانيون بأنها الشيطان الاكبر.وعودا على الفقرة المشار اليها اعلاه نقلا عن ادبيات الحزب فأن السيد مهدي النجفي يقول انه لو صح مايقال بشأن عدم لزوم تبني قيادة الدعوة الاسلامية لحكم الفقيه الجامع للشرائط يصح ايضا بشأن ترك اطاعة الفقيه الجامع للشرائط على اساس اللى اساس القطع بالخطأ والاشتباه في تقديره وعدم مطابقة احكامه للمصلحة الاسلامية احيانا جاز ايضا -ولنفس السبب -ترك اطاعة الولي الفقيه العام ، اذ ليس الفقيه الولي معصوما ، وانما تخطأ احيانا تقديراته فلماذا اذن يلغى الالتزام بحكم الفقيه الجامع للشرائط دون ترك الالتزام بحكم الولي الفقيه العام؟!!).ويبدو ان التأريخ اذا لم يعيد نفسه فأنه في الوقت الحاضر حيث حزب الدعوة في قمة هرم السلطة ويمسك ومنذ ستة اعوام وبقوة بالسلطة التنفيذية اتسعت الهوة بين شعارات الحزب ومبادئه النظرية من جهة، وممارساته العملية من جهة اخرى التي انحصرت في هدف الاحتفاظ بالسلطة وتكريسها واحكام القبضة عليها والسعي المحموم الى عدم التفريط بها مهما كانت الظروف والاحوال والمبررات. والحديث عن وجود اقدم حزب اسلامي شيعي على رأس هرم السلطة بعد حزب البعث الصدامي حديث طويل ومتشعب وذو شجون .. سنفرد له دراسة اخرى.انتهى .....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك