بقلم مصطفى ياسين
ما ان أطيح بالصنم الذي جثا على صدر العراق أكثر من ثلاث عقود،حتى تباينت واختلفت الآراء حول القادم للشعب وما سيتحقق لأبناء هذا الوطن المظلوم،وأخذا الحالمون برسم الصورة التي سيرون بلدهم فيها،صورة مشرقة وأحلام وردية، لأفقر، ولا حرمان ،وحرية في التعبير والإرادة ،بناء وأعمار وتقدم وازدهار،ولم يكن يتوقع الجميع بما فيهم حتى المتشائمون ان أيام صعبة سوف تمر بهذا البلد وشعبه بعد ذلك اليوم الذي سقط فيه اعتى نظام دكتاتوري أذاق أبناء الوطن أبشع الألوان العذاب والظلم،كنا نتصور ونحلم ان القادمون سيمحون تلك الذكريات الأليمة ويكفكفوا عن دموعنا الغزيرة وسيعلو صوتنا عاليا ونحن نحدث الآخرين عن قادتنا الكرام وتجربتهم البراقة وعن قيادتهم لشعب انتظرهم بشوق وحنين لينقلوا لنا تجارب متراكمة لما راؤه ومارسوه وهم خارج السلطة،أضافتا وهم يتمتعون بحملهم لأعلى الشهادات الدراسية والتخصصية، وكانت هناك اعتراضات ومعاكسات كلامية وغيرها من البعض،والذي كنا لا نطيق سماع حديثهم ونعتبرهم ناقمين علينا و ما يمكنه ان يتحقق،ونجادلهم بالأدلة الدامغة المعززة بالأرقام والمستهلة من التجارب الديمقراطية المماثلة في العالم،ولم تكن لهم أية حجة مقابل كلامنا سوى السكوت والتوعد بكلمات يكررونها وبدون أدلة (باجر أتشوفون)...لقد صدقوا حديثهم والذي كنا نعتبره غير منطقي ولا يستند للواقعية،فلم يصدر ممن كنا ننتظرهم أي مما توقعناه فقر مبقع وجهل مستشري و فوارق طبقيه مابين أبناء الطبقة الواحدة،وجيش من العاطلين عن العمل ،وجيوش من الأرامل والأيتام والمعاقين،الشعب يعيش اشد ألوان العذاب وهو يفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة من خدمات وعيش بسيط ولو متساويا لمن لا يملك اقل من جزء بسيط من ثروات العراق المتعددة...وأصبح أولئك المتطاولون بالأمس هم المصيبون والعارفون بخفايا الأمور وما ان التقي بأحدهم حتى يأخذ بتسفيه ما عشنا بأمله،وهو يشمت وبأ لأدله لحجم الفساد والسرقات التي تقتص من رغيف خبز اليتيم والأرملة،وبدون حياء، ويا للأسف جعلتمونا بهذا الموقف المحرج ولم تكونوا أهلا للمسئولية التي أوهمتمونا أنكم أهلا لها،ويا ليتهم يعترفون بذلك فربما سيقولون انتم المشكلة..! وما عسأنا ان نفعل وقد بلينا بكم..! وطبعا هذا غير مستبعد وهو وارد من أناس همهم الأكبر وشغلهم الشاغل نهب أموال الفقراء والمساكين أمثالي..
https://telegram.me/buratha